اتضح أن عددا كبيرا من الشركات الجديدة عالقة في المستوى نفسه منذ إنشائها، وقد تنجح بعض الشركات في البداية في بعض الأعمال التجارية وتبدأ في خوض المنافسة، ولكن قد تتوقف عن التقدم في فترة ما، ووجد الخبراء أن هناك طرقا عدة للتنمية. 
 
في تقرير بموقع "أف بي ري" الروسي، قالت الكاتبة لازاريفا فاليريا إن الباحثين كانوا مشغولين لسنوات بالبحث عن الأسباب التي تجعل الشركة عالقة في المكان نفسه بعد مرحلة الإطلاق، وفي هذا الصدد أجروا مقابلات مع المؤسسين والعملاء والموظفين.
 
وكشفت الدراسة أن هناك شروطا لها الأثر الأكبر في نجاح الشركات، حيث تعد هذه الشروط أكثر أهمية حتى من مدير الشركة أو باعثها.
 
الابتكار والتطوير مع احترام توجه الشركة
يقال أحيانا إنه ينبغي على الشركة أن تعمل باستمرار على الابتكار والتطوير وعدم البقاء في شكل واحد، وفي الحقيقة، تتميز بعض الشركات بمرونة رائعة، لكن الابتكار المستمر من شأنه أن يضر الشركة، ولا يؤدي إلى نجاح ساحق مثلما يتوقع البعض.
 
وعلى هذا الأساس، لا يعد دخول الشركات في تجربة جديدة كل ثلاثة أشهر مفيدا. وفي مثل هذه الحالة، سيجد الموظفون صعوبة في مثل هذه التغييرات السريعة، فضلا عن العملاء.
 
 
 
البديل
الشركات التي حققت النجاح والأرباح المرتفعة، تعتبر مملة إلى حد ما، وفي الواقع، تدخل الشركات الجيدة في الأسواق التي تعرفها جيدا، حيث تعلم أنه بإمكانها إجراء عدد كبير من المعاملات، كما تحدد توقيت أهم المراحل والامتثال لها، علاوة على ذلك، تهتم الشركات الجيدة بمسألة توظيف الموظفين الموهوبين وتطوير القيادة كإستراتيجية أساسية.
 
وأضافت الكاتبة أن هذا الأمر يثبت أنه ليس من الضروري دائما التسرع في إتقان الابتكارات.
 
أولا، ينبغي عليك متابعة متطلبات السوق، فلا معنى لتقديم الحلول الأكثر تقدما إذا لم يكن الطلب عليها مرتفعا من قبل العملاء المحتملين، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى توقف الشركة في مرحلة ما بعد الإطلاق.
 
الانضباط
يعتبر الناس "التوسع" و"النمو" مرادفات، لكن هذا الأمر خطأ كبير، في الحقيقة، يحدث التوسع عندما يتجاوز نمو الإيرادات الإضافة التدريجية للموارد لضمان هذا النمو، وبطبيعة الحال، يتطلب الأمر كفاءة الانضباط، أي القدرة على إنتاج أو خدمة بالطريقة نفسها يوما بعد يوم.
 
كيف يتحقق ذلك؟
أوضحت الكاتبة أن كل شيء يأتي من خلال هذه العملية: مراجعة الأداء ومؤشرات الأداء المجدولة بانتظام والمسائل المالية، سواء المتعلقة بالأجور أو بالدفعات للالتزام بوضع توقعات واضحة، والمثير للاهتمام أن الشركات التي تتميز بالانضباط تكون تحت رقابة غير متحيزة من أعضاء مجلس الإدارة المستقلين والمدققين الماليين.
 
وسيقلل ذلك من عدد الأخطاء التي يرتكبها الموظفون، ورغم ذلك ترفض بعض الشركات بشكل قطعي التعامل مع الخبراء، من أجل توفير الأجور العالية، ولكن، مثل هذه المحاولات للتوفير من شأنها أن تؤدي إلى وقوف الشركة في مكانها.
 
 
القدرة على التوقع
من المهم طرح السؤال التالي "ما فرصتي لتحقيق مبيعات في المرحلة التالية؟ وعلى العموم، يجعل طرح هذا السؤال أصحاب الشركة أو المسؤولين عنها يتوقعون مدى إمكانية الخطة.
 
ويدرك هؤلاء الأشخاص تماما كيفية عمل شركاتهم، لأنهم قاموا بإجراء الدراسات اللازمة.
 
وبحسب الخبراء، حققت معظم الشركات التي علقت في مرحلة ما بعد الإطلاق ما معدله 35% فقط من توقعاتهم.
 
وبالنسبة للأشخاص الذين لم يقوموا بأية توقعات، حققت الشركات ما يصل إلى 5% فقط، وتخيل إذا كنت قد حققت من 30% إلى 40% فقط من حجم توقعاتك، فماذا سيكون تأثير ذلك على رأس المال الخاص بك؟
 
ولتحقيق ذلك، يجب وضع خط مبيعات يدار بشكل جيد، علما أن ذلك يُعتبر أمرا بالغ الأهمية، فضلا عن أهمية القدرة على استخدام البيانات المالية على نطاق واسع لوضع ونقل أهداف الأداء ودعم التوقعات.
 
التحمل
ذكرت الكاتبة أن الموظفين الذين يقدمون استقالتهم يعدون الأنسب لفهم القضايا المتعلقة بمكان العمل، ويذكر أنه من المعتقدات السائدة اعتبار أن المديرين السيئين السبب وراء استقالة هؤلاء الموظفين.
 
وفي الواقع، يغادر هؤلاء الموظفون لأنهم يشعرون بالإحباط والتوتر، إذ من الممكن أن تعد بعض الشركات موظفيها بحدوث نمو سريع وتلقي أجور عالية، ولكن عندما لا يحصل ذلك، يفقد الموظفون ثقتهم في الشركة ومديريها.
اعلان
 
 
إلى جانب ذلك، قد يجبر المديرون أو أصحاب العمل الموظفين على العمل في جو متوتر، مما يدفعهم إلى طلب الاستقالة.
 
وأشارت الكاتبة إلى أنه من أجل حل هذه المشاكل، تحتاج الشركات إلى برامج تعويضات وفوائد مالية جيدة، إلى جانب برامج التطوير وفرص التدريب المهني. علاوة على ذلك، تؤثر ثقة الموظفين في أصحاب العمل، بشكل إيجابي للغاية على مستوى العمل، وتساهم في تجاوز التوقعات السنوية.
 
 
 
خلق القيمة
لا يمكن للقادة خلق قيمة من العمل، ما لم يفهموا ماهية هذه الأعمال وقيمتها وكيفية إنشائها.
 
وفي الحقيقة، وجد الباحثون أن 90% من الحالات لم تكن لديهم أية فكرة حول ماهية العمل، في المقابل، من الضروري فهم النتائج التشغيلية التي تخلق قيمة العمل في شركتك، كما أنه من المهم الحفاظ على علاقة شفافة مع موظفيك.
 
وأوردت الكاتبة أنه من خلال تنفيذ النصائح المذكورة آنفا، فستلاحظ بعض التغييرات التي قد تكون نقطة انطلاق لمزيد من التحسينات، وعلى العموم، تتبع الشركات الكثير من القواعد، حيث إنه لا شيء يمنعك من اتباع هذه الطرق من أجل التغلب على مرحلة الركود في النهاية.