رغم الخسارات والتمادي في الفشل الذريع والسريع لتيار المستقبل وحزبيّ التقدمي والقوّات تستأنف المملكة العربية السعودية دعوتها الداعية والداعمة للأطراف الثلاثة أو انها لا تعيد النظر في حلفاء غير جديرين بممارسة العمل السياسي لإختصار الكثيرين منهم الحقل السياسي ببيادر لجمع الأغلال والدخول في أسواق البيع والشراء فمنهم من حسُنت تجارته ومنهم من خسرت تجارته وفقد حتى دوره فبات مستلحقاً سياسياً لخصومه وخصوم المملكة التي غذّت فيه إرادة الثبات ولكن للسلطة شروط أخرى بعد أن باع ما باع من رصيد الثورات في لبنان من 14 شباط إلى 17 تشرين .
هذا السقوط المروّع للقوى المتصلة بعلاقات قوية مع العربية السعودية لصالح قوى معادية للمملكة ومرتبطة بإستراتيجية دولة تخوض معها المملكة ساحة صراع مفتوح بحثاً عن سيطرة في خارطة المنطقة لم يتولّد من خلاله أي بحث جدي عن بدائل حقيقية بعد أن أثبتت تيارات الفشل المتكرر سوء أفعالها وأدوارها ومواقفها بحيث نامت خارج السلطة المباشرة بعد أن لبثت في كهفها لسنيين .
يبدو أن العقل السعودي المدير للملف اللبناني متورم بورم دماغي بحيث يصعب معه التمييز ما بين النجاحات والإخفاقات المخيبة والمُريبة أو هو في أحسن ظروفه الصحية مثيل لعقل الثلاثي المرح أصحاب الخيبات ووأد الثورات .
إقرأ أيضًا: هل يستقيل سعد من العمل السياسي وفاءً لوالده؟
ربما علاقة الشبه والتشابه هي إحدى الثمرات العملية للخسارات التي مني بها محور"السيادة" لأن الخسارة لا يمكن أن تكون داخلية بقدر ما هي خارجية لأن من يدير شبكة التحلفات لما كانوا يسمون ب14 آذار هو معني أيضاً في الخسارات المتلاحقة وطالما أن المعنيين في الحكم لم يبذلوا الجهد المطلوب لتصحيح المسار السياسي بإعادة النظر في المسؤول عن الملف اللبناني وفي القوى الفاشلة التي كرّست هزائمها بأيديها فإن إستئناف رحلات الخسارات ستبقى وتكمن المشكلة في ذلك أنّه يتم على حساب الناس الذين يتطلعون لغد أفضل وهم عبروا عن ذلك بثورة قلّ نظيرها في لبنان واستطاعت أن تنجز الكثير ولكن هذه القوى الفاشلة تعمّدت خنق الصوت اللبناني بطرق أبشع من الطرق التي اعتمدتها التيارات الناجحة لأن هذه القوى الناجحة كانت من خلال استخدام وسائل العصا والعضلات الطائفية ومنطق القوى تشد من عصب الثورة وتغذي من أفعالها في حين أن ممارسات التيارات الفاشلة قد شلّت أيادي الثورة وهذا ما ظهر من خلال زحفهم للمجلس النيابي وإكمال النصاب والتوقيع على النصب السياسي في أكثر من ملف والتماشي مع خيارات خصومهم من باب الطأطأ الطوعية وهذا ما أدّى إلى غثيان في معدة الثوار .
قد تكون الفرص غير متاحة لتحسين الشروط المطلوبة وقد تكون أدوار الخارج والداخل للقوى الفاشلة في نهايات أدوارها لذلك نشك في الرهان بموضوعية ومن جديد على هذه التجربة لذا يصبح من الضروة البحث عن مشروع وطني من فئات الثورة أيّ من معطياتها الداخلية وهذا لن يكون إلاّ من خلال تعميق العلاقات بين الفئات الثورية الجادة وذات النظرة الواقعية لا الإيديولوجية لتأطير المجهود الشعبي وفق منهجية عمل تلبي احتياجات اللبنانيين الإجتماعية وتدفع باتجاه تحسين شروطها بإستمرار .