ابتكر علماء جامعة قازان الطبية مستحضرا جينيا معدلا وراثيا، وأساس هذا المستحضر خلايا دم مريض وتسمح جيناته العلاجية بمكافحة الأمراض التنكسية والإقفارية والمعدية.
ويكتسب العلاج الجيني في الوقت الحاضر شعبية متزايدة. ويتضمن العلاج الجيني حقن الجسم بمواد جينية "صحية"، قادرة على استعادة أو تغير التشوه في الحمض النووي للمريض، وإزالة أسباب المرض وليس أعراضه.
ولكن للعلاج الجيني مخاطر، مثل تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية. هذه الحقيقة هي المانع الرئيسي لانتشاره. ويقول البروفيسور رستم إسلاموف رئيس الفريق العلمي من جامعة قازان، "ينتشر استخدام طريقة العلاج الجيني ببطء في الطب بسبب المخاطر وكلفته العالية. وقد يصبح تصحيح العمليات المرضية باستخدام تركيز الكريات البيضاء المعدلة وراثيًا أحد مجالات الاختراق في العلاج الجيني".
وتستخدم في الوقت الحاضر طريقتان لحقن الجينات العلاجية - من خلال فيروسات معدلة غير ضارة تملك آلية طبيعية لنقل معلومات جديدة إلى كائن آخر، أو باستخدام فقاعات شحمية. ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تنتشر في الممارسة الطبية طريقة استخدام كريات الدم البيضاء لنقل الحمض النووي الصناعي. تقوم هذه الكريات في الجسم بمهمة حمايته من مسببات الأمراض الداخلية والخارجية، ويمكن الحصول عليها بسهولة من دم المريض نفسه.
وقد ابتكر علماء جامعة قازان الطبية طريقة بسيطة وآمنة وغير مكلفة للحصول على الكريات البيضاء من دم المريض بواسطة نشاء خاص، وبعد ذلك يضاف لها الجين أو الجينات العلاجية المعدلة، فتصبح ناقلة لمعلومات جديدة على شكل حمض نووي صناعي، يعاد حقنها في جسم المريض.
وحاليا تختبر هذه الطريقة على نوع من الخنازير الصغيرة تعرضت لإصابة في الحبل الشوكي.
ومستقبلا، سيسمح استخدام هذه الطريقة على البشر بالتعامل مع عواقب السكتة الدماغية، وإصابات الخلايا العصبية وأمراض الجهاز العصبي، وتعزيز المناعة عند الاصابة بالأمراض الفيروسية، وتصحيح اضطرابات تخثر الدم، وزيادة سرعة تجدد أنسجة العظام، وغيرها، اعتمادًا على جينات العلاج التي سوف تحملها خلايا الدم البيضاء.