مؤتمر وادي الحجير
في نيسان 1920
نظّم الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين مؤتمراً شهيراً عرف بمؤتمر “وادي الحجير”، نسبة لذلك الوادي الذي اجتمع به أعيان جبل عامل وقتذاك، وكان سبق ذلك حراك شعبي قاده شرف الدين وآخرون من أجل المطالبة بانضمام جبل عامل إلى سوريا الكبرى، بمعنى آخر كانوا يهدفون لرفض لبنان الكبير، الذي أعلن باتفاق بعض الطوائف اللبنانية، وغاب الشيعة عن استيلاد “لبنان” بصيغته الراهنة، التي مضى عليها قرن من الزمن.. ما جعل الشيعة خارج مراكز الحكم الأساسية، بعدما سقط مشروعهم، ونجح مشروع الموارنة والسنة، وسواهما، بعدما تقاسموا السلطة، على قاعدة: “من حضر السوق باع واشترى” والشيعة بقيادة الإمام شرف الدين غابوا عن “سوق لبنان الكبير”!
ثورة عابرة للطوائف
واليوم، اندلعت ثورة شعبية عارمة، اشترك فيها كل الطوائف، وأصر قادة الشيعة على أخذ موقف مغاير، رفضوا التعاطي معها بشكل واقعي؛ وكأني بموقف قطبي الشيعة اليوم أشبه بموقف السيد شرف الدين، الذي جعلنا خارج السوق، وتالياً خارج الحكم.
بعد قرن من لبنان الكبير، بل بعد قرن من إخفاق المشروع الشيعي الذي ولد إحباطاً شيعياً جعلهم خارج مراكز القرار اللبناني لفترة طويلة..
ففي ظل الأزمة الراهنة، وفي نهاية الحراك القائم حالياً، ستنشأ معادلات سياسية واجتماعية جديدة، ذلك في المستقبل القريب للبنان، الذي سيشكل مفصلاً جديداً لا يقل أهميةً عن إعلان لبنان الكبير في العام 1920!
واليوم، بعد قرن من لبنان الكبير، بل بعد قرن من إخفاق المشروع الشيعي الذي ولد إحباطاً شيعياً جعلهم خارج مراكز القرار اللبناني لفترة طويلة.. هل تتكرر التجرية، وهل يصاب الشيعة بإحباط يعيدهم لمرحلة من الحرمان السياسي، والاستضعاف الاجتماعي، بعدما حكموا لبنان على أنقاض “مارونية سياسية” كرروا أخطاءها ومسارها، وقد يكون لهم نفس مصيرها!
محمد علي الحاج العاملي