وذكرت المصادر في تصريح لـ”العرب” أن لبنان يحتاج حاليا إلى مليارات الدولارات كي يتمكن من التقاط أنفاسه، في حين لا تستطيع إيران تحريك دولار واحد من مصارفها إلى المصارف اللبنانية.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة مالية واقتصادية، منذ سنوات الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
وتصارع حكومة لبنان المثقل كثيرا بالديون أزمة اقتصادية وسياسية أججت احتجاجات عنيفة، ويتعين عليها اتخاذ قرار على وجه السرعة بشأن كيفية التعامل مع مدفوعات ديون يقترب موعد استحقاقها بشدة، بما في ذلك سندات دولية بقيمة 1.2 مليار دولار تستحق التسديد في التاسع من مارس.
وتعدّ الأزمة الراهنة وليدة سنوات من النمو المتباطئ، مع عجز الدولة عن إجراء إصلاحات بنيوية. وبلغ الدين العام نحو 92 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.
وكشفت المصادر أنّ المساعدات الإيرانية للبنان اقتصرت في الماضي على أموال تُحوّل إلى حزب الله وعلى مشاريع تنفَّذ في مناطق معيّنة خدمة للحزب ولا شيء آخر غير ذلك.
ورجّحت المصادر السياسية اللبنانية أن تستهدف الزيارة المفاجئة التي يقوم بها لاريجاني لبيروت، مباشرة بعد دمشق، إثبات أن إيران ما زالت مسيطرة على لبنان وذلك عبر الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب.
ولوحظ في هذا المجال أن لاريجاني، الذي التقى ميشال عون، بات أوّل مسؤول أجنبي يقابل حسان دياب، بما يشير إلى مدى الرضا الإيراني عن الحكومة الجديدة. كما التقى لاريجاني في وقت لاحق، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في مقره غربي بيروت.
ولم تستبعد أوساط برلمانية لبنانية أن يكون الهدف من زيارة لاريجاني طمأنة جمهور حزب الله على أن إيران لا تزال قويّة من جهة وتوجيه رسالة إلى الداخل الإيراني فحواها أن النظام لم يفقد أيّ ورقة من أوراقه الإقليمية.
وحرص المسؤول الإيراني على تأكيد صفة شقيقين في سياق العلاقة اللبنانية – الإيرانية، مشيرا إلى أن لبنان “بلد مؤثر في المنطقة” وتريد طهران أن “تراه دائما بلدا حرا سيدا مستقلا”.
ولم تستبعد المصادر أن يكون عون، الذي أثار خلال اللقاء مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، قد طلب مساعدة طهران لتتدخل لدى النظام السوري من أجل تسهيل عودتهم، علما أن آخر مجموعة غادرت قبل أيام ضمت حوالي ألف نازح.
وكان لاريجاني اجتمع في مستهل زيارته للبنان مع ممثلي فصائل فلسطينية بعضها يرتبط بعلاقات وثيقة مع طهران، وتناول صفقة القرن الأميركية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتزامنت زيارة المسؤول الإيراني مع كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي دعا إلى مقاطعة البضائع الأميركية ردا على “الصفقة”.
ولوحظ أن نصرالله تراجع عن لهجة التهديدات سواء للرد على قتل واشنطن قاسم سليماني، أو لتوجيهه رسائل تفيد بأن حزبه لم يضعف تحت وطأة العقوبات الأميركية التي طالت مؤسسات على علاقة بالحزب، وتلك التي تستهدف إيران.