لفت رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى "أنّه لا يحبّ الحكيم كثرة الكلام، بل يفضّل قراءة ومراقبة تطورات الأحداث، مواكباً تفاعل الحراك". وسأل ردًّا على المتردّدين الخائفين الّذين يتذرّعون من أنّ المعارضة لم تعد تمتلك عناصر قوّة للمواجهة، "ماذا لو استقال "حزب القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" و"تيار المستقبل" من المجلس النيابي؟".
وطمأن في حديث صحافي، أنّه "لم يعد هناك نفوذ سوري في لبنان، بل هناك بقايا "فاتحين على حسابن"، لأنّ حتّى في سوريا لم يعد اللّاعب سوريًّا"، مبيّنًا أنّ "حزب الله" هو من أكثر المعارضين لوجودها في لبنان"، وأقرّ بأنّ "الحكومة ملغومة بمستشارين لكنّها تبقى حكومة اختصاصيّين، فيما تنتظر "القوات اللبنانية" وتترقّب لمن ستكون الغلبة في النهاية للاختصاصيّين أم للمستشارين ...لتتحرّك".
ورأى جعجع أنّ "مقدرات البلد ما زالت موجودة كذلك طاقاته البشريّة، وهي نقاط قوّته، فلا داعي للهلع. كما أنّ أصول الدولة الأساسيّة ما زالت موجودة والمصادر الحيويّة للبلاد لا تزال قائمة، كما قطاعاتها المنتجة، وهي بحاجة إلى تفعيل من شركات دوليّة لإدارتها مثل الاتصالات، المرفأ، "كازينو لبنان" والـ"ميدل إيست"، فيزيد إنتاجها. ولكن يبقى الأهم قرار سياسي شجاع". وانتقد "البيان الوزاري المطوّل للحكومة"، متمنيًا "لو استبدلته بثلاثة أسطر". كما انتقد إجراءاتها المؤلمة قبل صدورها بالقول: "قبل ما تاخدوا إجراءات مؤلمة على المواطنين اعملوا هذه الإجراءات عليكن".
واستهزأ بنظريّة الـ"haircut"، الّتي هي أمر غير مقبول"، مذكّرًا بقول حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة، "لا تخافوا نحن نملك 50 مليار دولار، مين قَدنا ما حدنا بيهِدنا". وأبدى استبعاده أن "يكون النائب جميل السيد هو من أتى برئيس الوزراء حسان دياب إلى رئاسة الحكومة. "فنّيص شو بدكن فيه، التركيبة صارت بقصر بعبدا". وعَرض على الحكومة الجديدة "5 خطوات إنقاذيّة، لا تحتاج إلى مؤتمر دولي ولا إلى استثمارات، بل إلى جلسة حكوميّة جدّية، لأنّها في حال لم تبرهن عن هذه الجدّية في مقاربة المسائل الماليّة والاستراتيجيّة، وباشرت الخطوات العمليّة، فإنّها لن تجد من يقبضها على محمل الجدّ أو يساعدها في الداخل او الخارج".
وطَرح:
"1- إستبعاد موظّفي الدولة "اللي ما عندن شغل"، وهم معروفون بالاسم، ولجنة المال ورئيسها شاهدان على الأرقام والأسماء. إنّ إيقاف 5800 موظّف أمر لا يستهان به وبمفاعيله المستقبليّة على ميزانية الدولة، وأنا لا أتكلّم عن إعادة انتشار في إداراتها بل عن الوضع في عين الشمس.
2 - إيقاف المعابر غير الشرعيّة.
3 - إيقاف الهدر والفساد في الجمارك الّذي يكلّف ما يفوق الـ500 مليون أو المليار دولار سنويًّا، متسائلًا: لماذا لا تبدّل الدولة ادارة الجمارك، وهي تعلم حجم الهدر والفساد فيها؟.
4 - تشكيل هيئة ناظمة لقطاع الاتصالات.
5 - تشكيل هيئة ناظمة لقطاع الكهرباء".
كما شدّد على أنّ "الوقاحة في عرقلة تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء بلغت ذروتها، وأنّ الأمر لم يعد مقبولًا، بل أنّ الأفظع هو مسايرة هذه الوقاحة"، معلنًأ "أنّه سيراقب عمل الحكومة وأداءها، ولن ينتظر طويلًا للانتقال إلى المواجهة القويّة الشرسة، إذا ما اتبّعت الخطوات الّتي طرحها والّتي ستبرهن ما إذا كانت الحكومة تتحلّى بالجديّة أم لا تمتلك إرادة سياسيّة شجاعة، فعبثًا يتعب البنّاؤون". ووجد أنّ "الإنتفاضة أصبحت واقعًا، وهي الشعلة المضيئة الأهم، والأكثر أهميّة تداعياتها الباقية في المستقبل"، مؤكّدًا أنّ "التدهور المالي لم تسبّبه الانتفاضة بل سرّعت به. وهذه الانتفاضة قد تشكّل حزبًا جديدًا في المستقبل، إنّما من المؤكّد لن يكون هذا الحزب الجديد على حساب "القوات اللبنانية" أو شبابها؛ فيما سيكون أفضل من الأحزاب الحاليّة".
وعمّا إذا أصبحت جبهة المعارضة من الماضي، ذكر جعجع أنّ "تيار المستقبل" هو اليوم في المعارضة، فيما أعتقد أنّ "الإشتراكي" أيضًا في المعارضة، وأنّ "القوات" عازمة على التنسيق معهما، لأنّ التصوّر الاستراتيجي العام الّذي يجمعه معهما لا يكفي، بل العبرة في التفاصيل، أي في العمل الحكومي وآدائه. وهذا كان خلافنا مع "المستقبل" في الحكومة السابقة"، متوجّهًا إلى الّذين يقولون إنّ خلاف "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" سيقرّب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من جعجع، بالقول: "لن يقرّبنا خلاف الحريري مع "التيار الوطني"، بل سيقرّبنا من الحريري اتفاقنا على طريقة إدارة الدولة".
وأعلن "أنّه لن يُمهل الحكومة وقتًا طويلًا، وإلّا سيدعو إلى انتخابات نيابية مبكرة إذا لم تتظهّر خطواتها العمليّة ويتظهّر عمل الاختصاصيّين فيها وليس عمل المستشارين. و"القوات" تترقّب لمَن ستكون الغلبة والكلمة الفصل في هذه الحكومة، لتحدّد خطواتها المقبلة؛ ومعارضة "القوات" كالعادة ستكون شرسة".
إلى ذلك، بارك جعجع للحريري برئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، بعدما خصّه بالتحية في مناسبة 14 شباط، قائلًا للاثنين معًا: "نحن أصدقاء بشكل دائم"، إلّا أنّه خصّ الحريري، الّذي لم يتّصل به يوم 14 شباط وفق ما كشف، كما لم يلاقه إلى "بيت الوسط" لأسباب أُخرى، بالقول: "الحريري يعلم أنّ القوات هي الوحيدة الّتي يستطيع أن يلقي كتفه على كتفها". وركّز على أنّ "لبنان بلد العجائب".
وعن طلب إسقاط رئيس الجمهورية من قِبل البعض في الحراك، نوّه إلى أنّه "إذا استطعتم الكشف عمّا سيكون هناك ما بعد هذا العهد، فسأقول لكم موقفي من هذا المطلب". وشدّد على أنّ "الخط الأحمر في البلد هو القوى الأمنية والجيش اللبناني، ولولاهما لما بقي بلد". كما اعتبر أنّ "من يطالب بتغيير القانون الحالي للانتخابات هو أكثر جهة لا تريد لهذه الانتخابات أن تحصل، لأنّه يعلم أنّ طرح قانون انتخابي جديد أمر مستحيل في هذه الظروف وليس أولويّة، وسينتج خلافًا كبيرًا بين كلّ الأفرقاء، لأنّ لا إجماع على قانون واحد".
ودعا إلى أنّ "يتذكّر من يُطالب بتغيير القانون الحالي، كيف أمضينا آلاف الساعات ولم نفلح بالإجماع على قانون إلّا بأعجوبة"، كاشفًا عن أنّ "القوات متّجهة إلى انتخابات نيابية مبكرة، ضامنة تزايد حصّتها، وأنّ "التيار الوطني الحر" لن يكون في أفضل حال لو حصلت تلك الانتخابات، فيما الحريري سيستعيد جمهوره في الانتخابات المقبلة، إذا ما أكمل كما بدأ في 14 شباط الحالي".
وعن العلاقة بين "القوات" و"التيار"، أوضح أنّ "لا علاقات على المستوى السياسي بين الجانبين. فيما على مستوى القاعدة فهي جيّدة. "من أراد أن يقرّب "القوات" من "التيار" فليفتح موضوع قانون انتخاب جديد".