تعرض الرئيس نبيه بري وحركة امل في المرحلة الاخيرة لاوسع حملة سياسية واعلامية وشعبية من قبل المنتقدين للحركة وادائها السياسي والاداري ، وكذلك كيفية مواجهة المنتقدين لها وللمسؤولين فيها ، هذه التطورات دفعت الرئيس نبيه بري لتوجيه رسالة مباشرة لكوادر وعناصر الحركة طالبا منهم عدم الرد على الاستفزازات التي يتعرضون لها والدفاع عن انجازات الحركة ومواقفها.
فما هي دلالات ما يتعرض له الرئيس بري وحركة امل من تزايد الانتقادات السياسية والشعبية؟ وهل آن الاوان لاجراء مراجعة شاملة في اداء الرئيس بري وحركة امل؟
دلالات تزايد الانتقادات
تزايدت في الاسابيع الاخيرة موجة الانتقادات ضد الرئيس بري ومسؤولي الحركة وابرز ما حصل مؤخرا المواجهة التي جرت قبل ثلاثة اسابيع امام مجلس الجنوب بين مناصري الحركة والمنتقدين لها على خلفية اداء مجلس الجنوب وكانت المواجهة القاسية مؤشرا خطيرا لكيفية التعاطي مع هذه الانتقادات ، تلا ذلك احراق منزل القيادي السابق في الحركة مدير عام وزارة الاعلام السابق محمد عبيد في بلدته جبشيت جنوب لبنان ، بعد ان وجه الاخير انتقادات للرئيس بري وقيادة الحركة ، مع انه لم يتم توجيه اتهام مباشر لمناصري الحركة بالوقوف وراء هذا الحريق .
كذلك ما جرى امام منزل النائب اللواء جميل السيد من تظاهرات بسبب بعض انتقاداته لقيادات في الحركة مما دفع اللواء السيد لتوجيه طلب علني من الرئيس بري لوقف تصرفات احد مستشاريه المقربين منه.
كل هذه التطورات دفعت المكتب السياسي في حركة امل لنشر رسالة خاصة وجهها الرئيس نبيه بري الى كوادر ومسؤولي وعناصر حركة امل طالبا منهم عدم الرد على الاستفزازات التي توجه لهم واحترام اراء الذين ينتقدون الحركة سواء كان معهم حق او كانوا يستغلون الحراك الشعبي لاسباب خاصة، وحرص بري على التركيز على المخاطر التي تواجه لبنان جراء صفقة القرن وضرورة التعاون بين كل اللبنانيين لمواجهتها.
كل هذه التطورات تكشف مخاطر ما يواجهه الرئيس بري وحركة امل من انتقادات لادائهم على الصعد السياسية وداخل مؤسسات الدولة وفي المجال العام العام طيلة السنوات الخمس وثلاثين سنة الماضية، مما يطرح اسئلة كثيرة حول ما يجري وهل سيؤدي لتراجع دور الرئيس بري والحركة في المرحلة المقبلة.
الحاجة لمراجعة شاملة
لكن كيف سيتعاطى الرئيس نبيه بري وحركة امل مع تزايد موجهة الانتقادات في المرحلة المقبلة؟ وهل يمكن ان نشهد مراجعة شاملة للاداء السياسي والنيابي والاداري وعلى صعيد الشأن العام؟
الاوساط القيادية في حركة امل والمصادر القريبة من الرئيس نبيه بري تعتبر ان ما يجري من توجيه الاتهامات والانتقادات هي محاولات لتشويه صورة بري والحركة وتشويه صورة الانجازات التي تحققت طيلة العقود الثلاثة الماضية وخصوصا من قبل مجلس الجنوب وعلى صعيد بناء المؤسسات والمدارس واعمال التنمية في مختلف المجالات ، واذا كان هناك من يمتلك ادلة على الفساد في الاداء فان القضاء هو الذي يفصل في هذا المجال وليس من خلال الحملات الاعلامية.
لكن في مواجهة ذلك يعتبر المنتقدون للحركة وادائها ، ان ما قام به مناصرو الحركة ومؤيدوها ضد المنتقدين لها وضد المشاركين في الحراك الشعبي طيلة الاشهر الثلاثة الماضية اظهر صورة سلبية للحركة ووضع قيادتها امام وضع حرج وصعب واظهر حجم التباين بين قيادة الحركة والاوساط الشعبية.
على ضوء هذه التطورات تعتبر بعض الاوساط السياسية الحريصة على دور الرئيس نبيه بري وحركة امل في هذه المرحلة ولمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، ان المطلوب اجراء مراجعة شاملة وواسعة لكل الاداء طيلة العقود الماضية والحرص على تقديم رؤية جديدة لانقاذ البلاد من الفساد والازمات الاقتصادية والمالية ، سواء من خلال الادارات التي يتولى قياديو الحركة مسؤوليتها، او من خلال الاداء في مجلس النواب ، او على صعيد الاوساط القريبة من الرئيس بري والذين استفادوا من مواقعهم الخاصة لتحقيق فوائد لهم.
وقد يكون ما يطرحه الرئيس بري من اقرار قوانين جديدة لمواجهة الفساد وتفعيل السلطة القضائية واستقلاليتها ، اضافة لطرح مشروع جديد لقانون الانتخابات ، وصولا لمشروع الدولة المدنية، بداية مهمة في هذا المجال ، والمهم ان تكون حركة امل ومناصروها على اتم الاستعداد للاستماع لكل الانتقادات والبحث عن مكامن الخلل وبذلك تنجح في استعادة الدور الاصلاحي ومشروع حماية مصالح المحرومين في كل لبنان ، وهذا هو المشروع الحقيقي الذي طرحه مؤسس الحركة الامام موسى الصدر.
المصدر: الامان