تناولت صحيفة الأخبار ملف كمين المشرفة الذي قضى خلاله 3 من عناصر الجيش اللبناني.
 
 
يُسَلِّط الكمين الذي تعرّضت له مخابرات الجيش أول من أمس في الهرمل وأدى إلى سقوط ثلاثة شهداء وشخص آخر هو خضر دندش، الضوء على توسّع أعمال العصابات (ومنها سرقة السيارات) على أنواعها وتحوّلها إلى تهديد جدي للاستقرار، لا سيّما في البقاع الشمالي. وسُّجلت خلال الشهر الأخير خمس عمليات سرقة من الهرمل وحدها، بالإضافة إلى أعمال تشليح وخطف من قبل زمرة من المطلوبين يفاقمون معاناة أهالي البقاع الشمالي ويعتدون على القوى الأمنية والأجهزة العسكرية.
وبحسب أكثر من مصدر، فإن حادثة اليومين الماضيين، أو «كمين المشرفة» كما سمّاه بيان الجيش، بدأت عندما كمنت دورية للمخابرات لسيارة مسروقة يقودها المدعو علي م. د.، الملقّب بـ«علي مرّة»، الذي خرج من السجن قبل نحو شهرين. وبحسب المعلومات الأولية، فإنه كان ينوي تسليم السيارة قبل معبر المشرفة لزعيم أبرز عصابات سرقة السيارات المدعو جعفر ش. ح. ح.، وحين لاحظ وجود دورية للمخابرات سارع إلى الهرب عبر منطقة المعلّقة القريبة من قاموع الهرمل، في طريق ضيقة تؤدي إلى أرض يملكها خضر دندش وولده علي. فطاردته الدورية وعملت على توقيفه وسوق السيارة المسروقة. وخلال خروج الدورية من الطريق، اعترضها خضر دندش معتقداً أنها اعتقلت ابنه علي، وهو ليس مطلوباً بأي حال. وزاد سوء التفاهم تشابه الأسماء بين الموقوف وابنه، وسرعان ما تحوّل إلى تبادلٍ لإطلاق النار مع محاولات خضر تحرير ابنه - المفترض - بالقوّة. وبحسب المعلومات، فإنه في هذه الأثناء تعرّضت قوة المخابرات إلى إطلاق نارٍ كثيف من أماكن محيطة ومن عدّة بنادق بكمين معدّ مسبقاً، أدت إلى سقوط الشهداء والجرحى، ومقتل خضر أبو علي دندش. بعدها تمكّنت الدورية من الخروج من المكمن، ونقل الموقوف، الذي يستمر التحقيق معه في مديرية المخابرات.
 
 
 
سجلت في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في أعمال التشليح والخطف
وأكثر الترجيحات، تشير إلى أن معدّي الكمين هم مطلوبون من آل دندش وعصابة جعفر. ح. ح.، الشهير بسرقة السيارات وتهريبها إلى سوريا (والده موقوف في سوريا بعد قتله عناصر من الأمن العسكري السوري). ولم يحسم بعد مصدر الرصاصة إلى أدت إلى مقتل دندش، إلا أن المعلومات الأولية تشير إلى أنها لم تأت من بندقية كان يحملها عناصر الدورية.
وبات واضحاً استغلال العصابات لحالة الفوضى الحالية لتوسيع نشاطها، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتهديدها الأمن على جانبي الحدود اللبنانية السورية واعتدائها على القوات المسلحة في البلدين، فيما تغيب الجهود المشتركة لمطاردة المطلوبين.