حصلت دوروثي شيا على شهادة بكالوريوس من جامعة فرجينيا، وشهادة ماجستير من جامعة جورج تاون، وشهادة ماجستير أيضاً من كلية «ناشوينال وار كوليدج» وهي كلية أركان الحرب في جامعة الدفاع الوطني. والمفاجأة، انّ السفيرة الجديدة تتحدث اللغتين الفرنسية والعربية.
كثرت التساؤلات عن سبب تأخّر السفيرة الاميركية الجديدة في استلام مهامها الجديدة في لبنان، وردّ بعضهم الامر الى الخلافات السياسية الداخلية الاميركية التي أخّرت استجواب السفيرة شيّا في مجلس الشيوخ، وبالتالي الموافقة على تبنّي تعيينها من قِبل ترامب بالتصويت. لكن يبدو انّ المعادلات الإقليمية كما الداخلية تغيّرت في الولايات المتحدة، ولاسيما بعد إنهاء ملف عزل الرئيس الأميركي لصالح ترامب.
وفي ما يخصّ لبنان، تهمس مصادر دبلوماسية لـ»الجمهورية»، بأنّ السفيرة القادمة على «حصان ترامب الأبيض» تصل قريباً الى لبنان، فيما تتحضّر السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد الى مغادرة لبنان بعد 4 سنوات من توليها مهمة تمثيل بلادها. ويُسجّل للسفيرة الحالية دبلوماسيتها ومقاربتها لمختلف الملفات الحساسة العالقة بمنتهى الحنكة والشفافية مع مختلف الأطراف الموالية والمعارضة،وقد أقامت ريتشارد مساء أمس حفلة وداعية في السفارة الأميركية في عوكر لشخصيات أمنية وعسكرية على أن تُقيم لاحقاً حفلات وداعية لشخصيات سياسية وإجتماعية قبيل مغادرتها لبنان.
من هي السفيرة الجديدة؟
دوروثي شيا، هي عضو مهنيّ في السلك الدبلوماسي الأقدم، فئة
وزير مستشار، شغلت مناصب عدة:
- نائب رئيس بعثة سفارة الولايات المتحدة في القاهرة ، مصر.
- نائب المسؤول الأول في القنصلية الأميركية العامة في القدس.
- مديرة مكتب المساعدة لآسيا والشرق الأدنى في مكتب السكان واللاجئين والهجرة.
- عضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
- مستشارة سياسية / اقتصادية في سفارة الولايات المتحدة في تونس.
- مسؤولة سياسية في سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب ، إسرائيل.
- مديرة الديمقراطية وحقوق الإنسان في مجلس الأمن القومي.
- مساعد خاص للمبعوث الخاص لقضايا جرائم الحرب في وزارة الخارجية.
وفي المعلومات، انّ ترامب يهدف الى تغيير آداء السفارة الأميركية مع كافة الأطراف اللبنانية، من خلال تعيينه سفيرة مقرّبة من جبهته المتشددة. ووفق المصادر الدبلوماسية، على اللبنانيين توقّع نمط تعاطٍ أشد من السابق.
اما في موضوع تعاطيها مع فريق المعارضة فتقول المصادر: هو أمر بديهي، موضحة أنّ الولايات المتحدة هي الفريق الذي يقاطع السلطة وتحديداً الموالاة وبشكل أدق «حزب الله»، وكل من يتعاطى معه، وأنّ الولايات المتحدة هي التي اتخذت المواقف المتشددة تجاه الحزب وليس العكس. كما أنّ فريق الموالاة ومعه الحزب يحبذان حتماً رفع الحظر عنهما، إن لم نقل يطمحان لذلك. علماً أنّ إيران كشفت عن براغماتية في التعاطي السياسي من خلال المفاوضات الأميركية - الإيرانية السرّية التي أفضَت أخيراً الى تبادل أسرى بين الجانبين الأميركي والايراني.
الى ذلك، توضح المصادر، أنّ الولايات المتحدة تدرك أنّ موضوع الحل والربط السياسي في لبنان هو في يد «حزب الله» المصنّف «إرهابياً» بالنسبة الى الولايات المتحدة، وهي التي تمانع إستقبال الحزب وليس العكس.
أما بالنسبة الى العقوبات التي سوف تشتد وتيرتها، فقرارها ليس من السفارة، بحسب المصادر، بل مباشرة من الرئاسة الأميركية، وتطبيقها سيكون صارماً ولن يكون هناك تهاون في سياسة البيت الابيض، لأنّ السفيرة الجديدة ستنفذ رغبات سياسته وليس سياسة الخارجية الاميركية، التي تطغى الاكثرية الديمقراطية عليها، والتي تتناحر بشكل ملحوظ مع سياسة ترامب. وللأمر نفسه اختار ترامب تعيّين دايفيد شنكر المقرّب منه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط.