وانضم هاتف بلاكبيري الكندي مع هواتف نوكيا السويدية إلى متحف الهواتف الذكية، بعدما كان منذ سنوات صاحب الأسهم الأشهر والأكثر شعبية في عالم تكنولوجيا الهواتف، لكن أهميته تلاشت شيئا فشيئا، عندما اكتشف المستخدمون ميزات هاتف أبل.
وكانت الشركة الكندية، التي طورت هذه الهواتف واشتهرت بأعلى معايير الأمن ومكافحة محاولات القرصنة المعلوماتية، قد استعانت بشركة “تي.سي.أل” الصينية لتطوير وإنتاج هذه الهواتف بنظام التعهيد.
وفضل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الاحتفاظ بهاتفه بلاكبيري مع وصوله إلى البيت الأبيض عام 2008، لما يحمله من مواصفات عالية في منع القرصنة.
وتميز بلاكبيري بلوحة مفاتيح “كويرتي” سهلة الاستعمال آنذاك، والذي يمكن أن يدار بالإبهامين، ويتم تشغيله باستخدام كرة التحكم التي تقع تحت الشاشة في المنتصف، إلا أن أهمية اللوحة انتهت مع اكتشاف شركة أبل الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد والمزودة بشاشات تعمل باللمس بلوحة مفاتيح افتراضية والتي حققت انتشارا واسعا.
ومنذ ذلك التاريخ تراجعت مبيعات هاتف بلاكبيري لحساب الثورة التكنولوجية التي صنعها هاتف آيفون، ومع أن شركة “تي.سي.أل” قدمت نسخة جديدة من هاتفها تخلت فيها عن لوحة المفاتيح التقليدية، إلا أنها عجزت عن منافسة هواتف آيفون.
وأبدى محلل تكنولوجي عدم استغرابه أن يذهب هاتف بلاكبيري إلى المتحف.
وقال المحلل في تصريح لـ”العرب” “قبل سنوات ليست بعيدة كان الهاتف النقال يعني هاتف شركة نوكيا، وكان الهاتف الذكي يعني هاتف بلاكبيري. اليوم لو أردت أن تقول هذا أمام أي شخص فإنه سيضحك. نوكيا هو أرخص هاتف بدائي تشتريه الآن عندما تسافر ليؤمّن لك الاتصال وحسب، وبلاكبيري صار مكانه المتحف”.
وعزا فشل الشركتين الرائدتين في التكنولوجيا إلى عدم التحسّب من سرعة التغير في سوق الهواتف، وعندما حاولتا العودة كان الوقت قد فات.
وكان مارك ويلسون مدير التسويق في بلاكبيري قد عبر عن شعور كادر الشركة بالإحباط، لكن وعوده للمستخدمين آنذاك بالاستمرار في تقديم الخدمة والدعم، انتهت مع إعلان الشركة وقف بيع هواتفها في أغسطس المقبل.
وأسس مايك لازاريديس المهاجر اليوناني شركة “آر.إي.أم” عام 1984 التي تعني البحث في الحركة، بدعم بسيط من أهله وقرض صغير من الحكومة الكندية آنذاك.
وتحولت فيما بعد إلى شركة عملاقة وأنتجت هاتف بلاكبيري، وكتبت الصحافة الاقتصادية أن الجهاز الذي اخترعه مايك لازاريديس، هو الجهاز الأكثر ربحا في العالم.
وبمجرّد طرح بلاكبيري في الأسواق، ثارت ثائرة الحكومات في العالم، وكانت لذلك أسباب لا علاقة لها بالتقنيات، ولكن بما سمّته تلك الحكومات “خطر بلاكبيري على الأمن القومي”.
وكان لازاريديس قد أطلق اسم “التوت البري الأسود” على هاتفه الجديد، وكان هدفه الرئيس هو تسهيل التواصل ودعم البريد الإلكتروني لدى المستخدمين، كما كان على الدوام هدف شركته منذ تأسيسها، ولم يخطر بباله أن هذا الأمر سيقض مضاجع الحكومات في العالم، وحتى العام 2011 كانت مبيعات بلاكبيري تشكّل 3 في المئة من مبيعات الهواتف الذكية في العالم.