ليست المرة الاولى التي تتم الكتابة عن انجازات وابداعات طلاب لبنانيين في الخارج، وها هو الطالب سمعان سمعان يضيف فصلاً جديداً من هذه الفصول الجميلة، عبر تحقيقه نتيجة مشرّفة في مسابقة اقامتها ​محكمة العدل الدولية​.


تخرج الطالب سمعان من جامعة الروح القدس- الكسليك حاملا شهادة بالحقوق وبتفوّق واضح اظهره سجل علاماته العالية جداً في المواد التي يدرسها، وكان من الطبيعي ان يمتد طموحه الى مساحة اكبر من مساحة لبنان الجغرافية الصغيرة، ولفتته مسابقة قانونية تجريها ​المحكمة الدولية​ في ​لاهاي​، مرتين كل سنة.
تدرس محكمة العدل طلبات المتقدمين للمشاركة في المسابقة القائمة على "التنافس في القانون الدولي" والتي تدوم شهرا، وهي تنص على طرح مشكلة دولية بالقانون الدولي أمام المتنافسين الذين يعالجونها كمستشارين قانونيين، على مرحلتين: المفاوضات، وتقديم الاستشارة القانونية.
وعن هذه المرحلة، تحدث سمعان الى "​النشرة​" فقال: "درست خياراتي، وبمقدار ما كنت واثقاً من قدراتي وامكاناتي، كان همي الاكبر تأمين التمويل والدعم اللازمين في ظل غياب ​الدولة اللبنانية​ عن مساندة ​الطلاب​ المبدعين. وبعد تشجيع من افراد عائلتي وزملائي واصدقائي، قدّمت طلب المشاركة وسرعان ما جاءني الجواب بالموافقة، فتوجهت الى لاهاي ممثلا لبنان على نفقتي الخاصة. وقد شاركت بالمسابقة التي انتهت في 25 كانون الثاني الماضي، الى جانب 30 شخصا من مختلف انحاء ​العالم​ يعملون في مجال القانون (بينهم قضاة يمارسون المهنة)، واجريت منافسات حامية على طريقة الاقصاء عبر مواجهات ثنائية امام قاضٍ من المحكمة، وكان لعامل الوقت الاثر الاكبر نظراً الى ان الاجوبة في مثل هذه المفاوضات والاستشارات يجب ان تعتمد على سرعة البديهة وشمولية الدراسات والابحاث التي يجريها المشارك".
وتابع سمعان: "خضعت وبقية المشاركين الى دورات مكثفة على مدى شهر في محكمة العدل الدولية، وفي النهاية، تمكنت من الحلول في المرتبة الاولى عربياً، والثالثة عالمياً، في الشق المتعلق بالاستشارة القانونية لمشكلة ترتبط بالقانون البحري، وذلك بعد دخولي مرحلة مفاوضات دامت 9 ساعات.
ومن الطبيعي ان اشعر بالفرح والسرور لهذا الانجاز الذي لم يكن سهلاً، كما ان التجربة فريدة من نوعها وستساعدني حتماً على إكمال دراساتي القانونية في الجامعة، انما على الصعيد الدولي".
ولم يخف سمعان طموحه أن يصبح "مُحكّما" دولياً، ولكنه اصرّ على استكمال دراسته في الماجستير لتحقيق هذا الطموح، داعيا ​الشباب اللبناني​ الى الاصرار والطموح، واكتساب الخبرات بالخارج، لأن هذه التجربة في محكمة العدل الدولية أكسبته خبرة لا يمكن أن يحصل عليها أي طالب للحقوق والقانون في لبنان.