كشفَ أستاذ طب القلب والأوعية الدموية الدكتور جون هيغنز، من «University of Texas Health Science Center» في هيوستن، 5 استراتيجيات بسيطة يمكن القيام بها يومياً لضمان أنّ القلب يعمل بأقصى فاعلية ممكنة:
الاعتناء بنظافة الفم
لا شكّ في أنّ تنظيف الأسنان بالفرشاة والخَيط مهمّ جداً للوقاية من التسوّس ورائحة الفم الكريهة، غير أنّ مثل هذه العادة الصحّية قد تنعكس أيضاً إيجاباً على القلب. اقترحت الأبحاث العلمية أنّ تنظيف الأسنان مرّتين في اليوم لِما لا يقلّ عن الدقيقتين قد يخفّض خطر أمراض القلب والأوعية الدموية. فقد وجدت دراسة نُشرت في كانون الأول 2019 في «European Journal of Preventive Cardiology» علاقة بين نظافة الفم الصحيحة وانخفاض احتمال قصور القلب والرجفان الأذيني. وقد عَلّل العلماء ذلك بالقول إنّ سوء نظافة الفم قد يولّد البكتيريا في مجرى الدم والالتهاب، ما يحفّز أمراض القلب.
عدم إهمال النوم
إنّ قلّة النوم قد تؤذي بدورها القلب، فقد رُبطت كمية النوم وجودته السيّئتين بالبدانة، والخيارات الغذائية غير الصحّية، والسكري، وارتفاع الضغط والكولسترول، وهي عوامل خطر للسكتات الدماغية ومرض الشريان التاجي. لذلك يجب على البالغين توفير 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيّد كل ليلة. ومن جهة أخرى، فإنّ الالتزام بإيقاع طبيعي للساعة البيولوجية مهمّ بدوره. في حال العجز عن النوم جيداً، يُنصح بمحاولة الحصول على جدول زمني ثابت يسمح بالخلود إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت ذاته يومياً. وإنّ التمكّن من تحقيق ذلك قد يساعد الجسم على الاستسلام للنوم العميق بفاعلية أكبر.
تبنّي الحيوانات الأليفة
إنّ الأشخاص الذين يقتنون حيوانات أليفة يشعرون بسعادة أكبر ويكونون أقل ميلاً للتدخين أو الإصابة بالسكري. وبشكل مفصّل أكثر، فإنّ أصحاب الكلاب يميلون للعيش حياة أطول والتأقلم بشكل أفضل عقب النوبة القلبية أو السكتة الدماغية مقارنةً بنظرائهم الذين لا يربّون هذا النوع من الحيوانات، وفق مراجعة صدرت في تشرين الأول 2019 في «Circulation: Cardiovascular Quality and Outcomes». ناهيك عن أنّ الأبحاث وجدت أيضاً علاقة بين مُقتني الكلاب وانخفاض ضغط الدم. ويُحتمل أنّ السبب يرجع إلى دفع هؤلاء الأشخاص للمشي والتمسّك بنشاط بدني أكبر، وبالتالي القيام بمجموع خطوات أفضل يومياً. ناهيك عن أنّ الكلاب تؤمّن دعماً اجتماعياً وتساعد على قمع الوحدة، وكل هذه العوامل تساهم في دعم الصحّة العامة.
تفادي تلوّث الهواء
الهواء الملوّث لا يؤذي البيئة فحسب إنما القلب أيضاً. مع مرور الوقت، إنّ تنفس الجُزيئات الصغيرة التي تطفو في الهواء الملوّث قد يرفع خطر جلطات الدم، وكذلك معدل الضغط، ويسبب الالتهاب في الأوعية الدموية، ويزيد من سماكة الشرايين، ويؤدي إلى عدم انتظام دقات القلب... وكل هذه العوامل تعزّز احتمال حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، إستناداً إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
لذلك يُنصح، عندما تكون نوعية الهواء رديئة، بالحدّ من تمضية الوقت خارج المنزل وتفادي الرياضة التي تتطلّب التنفس بشدّة. فبدلاً من الركض في الحديقة مثلاً، يمكن الاستعانة بآلة الـ«Treadmill» في النادي الرياضي. كذلك من المهمّ استعمال مُنقّي الهواء بما أنه يخفّض عدد جُزيئات الهواء بنسبة تصل إلى 50 في المئة.
الضحك بكثرة
يبدو أنّ الضحك هو فعلاً أفضل دواء، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على قلب صحّي. فقد رُبط الضحك بتحسّن وظيفة الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم، جنباً إلى تقليل التهاب الشريان، ورفع الكولسترول الجيّد (HDL)، وتقليص هورمونات التوتر. إنّ التحكّم في التوتر هو مهمّ تحديداً عندما يتعلّق الأمر بصحّة القلب، بما أنّ التوتر المُزمن قد يرفع مستويات ضغط الدم والكولسترول، ما يزيد في المقابل احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفق جمعية القلب الأميركية.