قال مراسل الجزيرة إن الحدود السورية التركية تشهد توترا غير مسبوق بعد مقتل ثمانية عسكريين أتراك بنيران النظام السوري في إدلب، في حين طالب الاتحاد الأوروبي كلا من سوريا وروسيا بوقف الغارات الجوية على المدنيين في إدلب، وسط دعوات أممية بخفض التوتر.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها ردت على قصف النظام، ودمرت أهدافا تابعة له في إدلب.
وأوقع القصف -وفق وزارة الدفاع التركية- 76 قتيلاً من قوات النظام السوري، لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أوردت أنّ الرد التركي لم يسفر "عن أي إصابة أو ضرر".
مرحلة خطيرة
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التطورات في إدلب وصلت مرحلة لا يمكن الصبر عليها، خصوصا أن النظام السوري خرق جميع الاتفاقات المبرمة بين الطرفين.
وأضاف "لا يمكننا أن نقف صامتين بينما جنودنا يستشهدون. سنواصل المطالبة بالمحاسبة". وتوجه إلى موسكو بالقول "أريد أن أبلغ السلطات الروسية أن محاورنا هنا ليس أنتم بل النظام (السوري) ولا تحاولوا عرقلة عملنا".
وخلال مؤتمر صحفي في كييف التي وصلها أمس الاثنين، توجّه أردوغان إلى روسيا قائلا "نأمل أن يفي كل طرف بالتزاماته بموجب اتفاقات أستانا وسوتشي، وأن نتمكن من العمل في إطار هذه الالتزامات".
اعلان
وأوضحت موسكو في بيان عن وزارة الدفاع أنّ "مجموعة من الجنود الأتراك قاموا بتحركات في (...) إدلب" ليل الأحد الإثنين من دون إبلاغ روسيا بالأمر، ووجدت نفسها تحت نيران القوات الحكومية السورية التي "كانت تستهدف الإرهابيين في منطقة سراقب" في ريف إدلب الجنوبي.
في الأثناء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو- ضرورة فصل المعارضة عمن سماهم الإرهابيين، ووضع حد للاستفزازات الموجهة للجيش السوري، على حد وصفه.
يأتي ذلك في وقت أعربت الأمم المتحدة، الاثنين، عن قلقها إزاء الاشتباكات بين الجيش التركي وقوات نظام الأسد في إدلب داعية الطرفين إلى خفض التوتر في المنطقة. ومن جانبها أدانت بريطانيا استهداف قوات النظام السوري للجنود الأتراك في محافظة إدلب مؤكدة أن الهجوم لا يمكن قبوله.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تصعّد قوات النظام بدعم روسي حملتها على مناطق في إدلب وجوارها تؤوي ثلاثة ملايين شخص وتسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وحلفاؤها، وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذا.
وطالب الاتحاد الأوروبي كلا من سوريا وروسيا بوقف الغارات الجوية على المدنيين في إدلب.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو إن الهجمات الأخيرة على إدلب تشكل مصدر قلق كبير للاتحاد الأوروبي، لما تسببه من مآس إنسانية، وحركة نزوح كبيرة للمدنيين.
تعزيزات وقلق
وترسل أنقرة منذ أيام تعزيزات عسكرية إلى شمال غرب سوريا. ودخلت الأحد تعزيزات تعد الأكبر إلى المنطقة، تضم 240 آلية على الأقل من دبابات وناقلات جند وشاحنات، تمركز معظمها في محيط مدينة سراقب التي تخوض قوات النظام منذ أيام معارك في محيطها.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب، في إطار اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف النار في إدلب، وآخرها في يناير/كانون الثاني الجاري، فإن قوات النظام وداعميه يواصلون شن الهجمات على المنطقة مما أدى لمقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون وثلاثمئة ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018.