رحلت عن عالمنا اليوم، زهرة الشاشة المصرية والعربية النجمة نادية لطفي عن عمر ناهز الـ 83 عاما، بعد رحلة طويلة مع المرض جراء نزلة شعبية شديدة أصابتها مؤخرا وأدخلتها في غيبوبة حتى غيبها الموت.

 

"نادية" هو الاسم الفني للفنانة بولا محمد مصطفى شفيق، اشتهرت بهذا الاسم منذ أول عمل فني لها مع النجم الراحل فريد شوقي في فيلم "سلطان" لاستغراب الجمهور من اسمها "بولا"، حتى قرر المنتج رمسيس نجيب الذي اكتشفها، تغييره واختار لها اسم ناديا لطفي الذي اشتهرت به طوال الـ 70 فيلما حصاد مسيرتها الفنية.

 

ولدت نادية لطفي في الـ 3 من يناير 1938، في حي عابدين بالقاهرة لعائلة مؤلفة من أب صعيدي يعمل محاسبا وأم من أصل بولندي، لذا سميت ابنتها "بولا" على أول حروف من بلد أمها.

 

لمع نجم نادية لطفي الفني مذ أن كانت ترسم وتكتب روايات قصيرة، حيث لم يخطر ببالها التمثيل بسبب تجربة صغيرة على مسرح المدرسة نسيت خلالها الكلام أمام الجمهور.

 

تزوجت للمرة الأولى من الضابط البحري عادل البشاري وأنجبت منه ابنها الوحيد أحمد، الذي يحيط حوله الغموض فلا توجد معلومات متاحة عنه سوى أن له ابنتين هما سلمى وريحان.

 

ثم تزوجت من المهندس إبراهيم صادق في بداية السبعينيات وهو شقيق الدكتور حاتم، زوج منى ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وانتهى الزواج بعد 6 سنوات بالطلاق، ولم يثمر عن أولاد، ثم تزوجت أخيرا من محمد صبري المعروف وقتها بأنه كان "شيخ مصوري مؤسسة دار الهلال".

 

وعرفت نادية لطفي بنشاطها السياسي والإنساني قبل الفني منذ شبابها، فكان لها دور كبير في رعاية الجرحى والمصابين والأسرى في الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثي عام 1956 وباقي الحروب التالية.

 

الصدفة لعبت دورها في دخول نادية لطفي مجال التمثيل، وحدث ذلك عندما كانت في سهرة اجتماعية قابلت خلالها المنتج رمسيس نجيب الذي رأى فيها بطلة فيلمه القادم "سلطان" مع وحش الشاشة فريد شوقي عام 1958، الذي نجح نجاحا كبيرا معلنا ولادة نجمة جديدة من نجمات الشاشة البيضاء.

 

قدمت لطفي عام 1959 فيلم "حب إلى الأبد" مع أحمد رمزي ومن إخراج يوسف شاهين، وتألق نجمها في فترة الستينيات، فقدمت عددا كبيرا من الأعمال ومنها: فيلم "حبي الوحيد"، "عمالقة البحار"، "السبع بنات"، "مع الذكريات"، "نصف عذراء"، "لا تطفئ الشمس"، "عودي يا أمي"، "من غير ميعاد"، "أيام بلا حب"، "الخطايا"، "صراع الجبابرة"، "الناصر صلاح الدين"، "القاهرة في الليل"، "أبي فوق الشجرة" وفيلم "المومياء" الذي يُعد أفضل فيلم بتاريخ السينما المصرية والعربية.

 

خلال سنوات السبعينيات قدمت نادية العديد من الأعمال الفنية ومنها: فيلم "كانت أيام"، "الرجل المناسب"، "اعترافات امرأة"، "عشاق الحياة"، "الظريف والشهم والطماع"، "أضواء المدينة"، "الأخوة الأعداء"، "قاع المدينة"، "بديعة مصابني"، "وسقطت في بحر العسل"، "رحلة داخل امرأة" والمسلسل الأول الذي شاركت فيه في مسيرتها الفنية "إلا دمعة الحزن".

 

في فترة الثمانينيات قدمت أفلاما قليلة منها فيلم "سنوات الانتقام" وفيلم "أين تخبئون الشمس"، "الأقدار الدامية".

 

سافرت نادية بعدها إلى لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي في يونيو 1982، وقضت أكثر من أسبوعين في صفوف المقاومة الفلسطينية، ووثقت بيدها العديد من الأفلام التسجيلية.

 

غابت بعد ذلك 4 سنوات عن الفن لتعود عام 1986 وتقدم فيلم "منزل العائلة المسمومة"، ثم قدمت آخر أفلامها عام 1988، وهو فيلم "الأب الشرعي" مع محمود ياسين ومن إخراج ناجي أنجلو.

 

عام 1993 قدمت آخر أعمالها الفنية وهو مسلسل "ناس ولاد ناس" لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنساني.

 

تقدمت نادية لطفي إلى "جمعية حماية الحمير" التي تأسست في 1930، وكان رئيسها الفنان الراحل زكي طليمات، ومعها انضم فنانون وصحافيون وكتاب مشاهير، كطه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم، ثم هي والسيد بدير وأحمد رجب وغيرهم، ممن منحتهم الجمعية رتبا ودرجات بحسب عضويتهم، منها: الجحش والحمار الصغير أو الحمار الكبير، وهو ما كان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.