تعيش القنوات اللبنانية في نفق يبدو بلا نهاية. كل الدلائل تشير إلى إستمرار الأزمة المالية التي بدأت قبل سنوات واستفحلت مع إنطلاق الحراك الشعبي في منتصف شهر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. ويبدو أنّ تبعاتها ستتواصل لما بعد إنتهاء شهر رمضان وفصل الصيف.
هكذا، جمّدت القنوات برمجتها بشكل شبه كلي، وأبقت على بعض مشاريعها التي تعتبر أقل كلفة بالنسبة اليها. في المقابل، تعطّل فريق الانتاج لديها الذي كان يعمل بشكل مكثف لتقديم المشاريع الترفيهية والفنية. في هذا السياق، رغم أن قناة mtv تستعدّ قريباً لإطلاق برنامج جديد للمقدمة جيسيكا عازار، إلا أن العمل لن يكون مكلفاً للشاشة لأنه تم التعاقد مع إحدى الجهات الراعية للبرنامج الذي يجمع بين الفقرات السياسية والإجتماعية. وتساءلت بعض الأوساط حول أسباب ظهور عازار، في مقابل غياب جو معلوف عن mtv بعدما وقّع عقد عمل مع الشاشة لتقديم برنامج «بالوكالة» الذي لم يبصر النور بسبب الازمة المالية وتجمّد للأشهر المقبلة.
اتضح لاحقاً أن عازار قد بحثت جيداً عن معلن يهتم بتفاصيل الإنتاج المادية ووجدته وتولى مهام الكلفة. في هذا السياق، بعد مرور أربعة أشهر على إنطلاق التظاهرات، لا يزال وضع القنوات على حاله من ناحية حصول موظفيها على نصف معاش وربما أقلّ. ويهمس في الاوساط أن الشاشات ستلجأ قريباً للإستغناء عن عدد من الموظفين ومن بينها قناة «الجديد» التي صرفت أخيراً قرابة 40 موظفاً غالبيتهم من التقنيين.
ولم تتوصل إدارة القناة إلى حلّ مع المصروفين بخصوص تعويضاتهم، إذ تتجه الاكثرية منهم لرفع دعاوى قضائية على «الجديد».
كما يتردد أن lbci قد تستغني عن مجموعة من الموظفين قريباً، رغم أن تلك الخطة لم تبدأ بعد بتنفيذها. وفي قناة otv، لا يزال الموظفون يعانون مادياً بعد قرار الإدارة بمنحهم نصف راتب رغم أن غالبيتهم يتقاضون معاشات متوسطة.