يثير انتشار فيروس "كورونا" بشكل سريع قلقا الأسواق بشأن التداعيات السلبية المحتملة، نظرا إلى كون الصين التي ظهر فيها المرض، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو ما يعني أن خسائر فادحة تلوح في الأفق.
ويرجح الخبراء أن يتكبد الاقتصاد العالمي خسائر تفوق 160 مليار دولار لتصبح بذلك أكبر خسارة يسببها وباء في العصر الحديث، وهي تتجاوز بواقع أربعة أضعاف ما سببه فيروس "سارس" الذي اجتاح الصين سنة 2003.
وقدرت خسائر الفيروس، وقتئذ، بنحو 40 مليار دولار وأدى المرض إلى خفض مساهمة الصين في إجمالي الناتج المحلي العالمي بقرابة 170 في المئة.
أما اليوم، فيتوقع الخبراء أن تنخفض مساهمة الصين بشكل أكبر، نظرا لدور الصين المحوري في التجارة العالمية، لأنها أضحت أكبر سوق للسيارات وأعلى مصدر ينفق على السياحة الدولية.
وتعزو وكالة "بلومبيرغ" هذا التراجع إلى عدة أسباب أخرى مثل تراجع نمو الاستهلاك في البلد الآسيوي بنسبة 5.5 في المئة، خلال الربع الحالي من العام، من جراء تفشي فيروس كورونا.
ولم تكشف شركات كثيرة في الصين عن مدى تأثر نشاطها بانتشار الوباء، لاسيما الشركات التي تتعامل مع مدينة ووهان؛ وهي مركز لأهم شركات تصنيع السيارات وشركات الحديد في الصين، ويقدر حجم اقتصادها بنحو 214 مليار دولار.
ولا تقتصر الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا على ووهان الصينية، نظرا إلى عمق وتشابك الروابط التجارية بين الصين ودول العالم.
وتضطلع الصين بدور كبير على صعيد سلاسل التوريد العالمية، وهذا الأمر دفع الشركات العالمية للبحث عن مخرج من الأزمة، كما رفع من توقعات خسائر الاقتصاد العالمي في العام الجاري.
أعلنت السلطات الصينية، الاثنين، أن عدد الوفيات المؤكدة في البلاد من جراء فيروس كورونا المستجد ارتفع إلى 362 بعدما أودى هذا الفيروس التنفسي المميت بحياة 56 شخصا إضافيا في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد.
وأظهرت الحصيلة الجديدة التي نشرتها لجنة الصحة في مقاطعة هوبي أن وتيرة تفشي الفيروس لا تزال على حالها، إذ سجلت 2103 إصابات جديدة خلال 24 ساعة.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد المصابين بالفيروس في سائر أنحاء الصين إلى ما لا يقل عن 17,238 مصابا، أما في جميع أنحاء العالم فقد بلغ عدد الإصابات 17,370 إصابة، شفي منهم 486 شخصا.