الانتفاضة اليوم، على محكّ الإختبارات القادمة: إمّا سِلميّة، وهادفة وواعية ومسؤولة، أو ضائعة بين أيدي المشاغبين من جهة، وزنازين أهل السلطة الفاسدة من جهةٍ أخرى.
إنتفاضة السابع عشر من تشرين الأول الفائت أمام امتحانٍ قاسٍ في الأيام القادمة، الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حسان دياب تجاوزت أول "قطوعٍ" لها، بتبنّي موازنة العام الحالي التي خلّفتها الحكومة السابقة، لتنصرف بعدها لإعداد البيان الوزاري الذي سيُحدّد بمنطلقاته ومراميه مصيرها المجهول، أمّا الانتفاضة الشعبية التي أصابتها نكسة حرِجة في أيامها الأخيرة، عندما وقع مصيرها بين أيادي عشراتٍ من المشاغبين الذين انتقلوا من خارج العاصمة بيروت إلى وسطها، مُزوّدين بعدّة التّخريب والشّغب والتّعدّيات "العارية" على القوى الأمنية، ومن ثمّ رمي الآلاف من المتظاهرين "السّلميّين" في جحيم القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، والمقذوفات المُرتدّة من كلّ جانب، الانتفاضة مدعُوّة للقيام بواجبها الضروري والمُلحّ، في فرز قيادتها التنظيمية الميدانية للجم اندفاعة المشاغبين المُندسّين( ولعلّ معظمهم مُبرمجين من قِبل أجهزة لها مصلحة في إنهاء الانتفاضة)، وطالما هي تتعامى عن خطورة ما يحصل من مبارزة( فعلية أو وهمية مع القوى الأمنية)، فهي تُعرّض نفسها للإضطراب والتّلاشي بلا ريب، ولعلّ المسؤولية الكبرى تقع في هذا المجال على بعض القيادات من مُتقاعدي الجيش اللبناني المُنضوين في صفوف الانتفاضة، الذين يمكن لهم أن يُشكّلوا وحدات حماية فاعلة لردع المشاغبين، ورصد تحرّكاتهم ووأدها في مهدها.
الانتفاضة اليوم، على محكّ الإختبارات القادمة: إمّا سِلميّة، وهادفة وواعية ومسؤولة، أو ضائعة بين أيدي المشاغبين من جهة، وزنازين أهل السلطة الفاسدة من جهةٍ أخرى.