زعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الثلاثاء الفائت عن نيته بإنهاء النزاع القائم بين فلسطين وإسرائيل من خلال 181 صفحة ، تضمنّت تفاصيل الخطة التي أعدّها من أجل "السلام في الشرق الأوسط".
قوبلت "صفقة العصر" فور الإعلان عنها بالرفض والغضب من قبل الفلسطينيين ودول أخرى، في الوقت الذي أكّد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ القدس ليست للبيع" وأنّ "تلك الصفقة لا تخدم سوى مصالح إسرائيل". بالمقابل كيف عبّر الفلسطينيون في لبنان عن موقفهم تجاه هذه الخطة؟
أشار عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، د. سهيل الناطور، أنّ كلّ فئات الشعب الفلسطيني رفضت هذا المشروع قبل الإعلان الرسمي وبعده، رفضًا كاملاً، لا سيّما وأنّه ينهي الحقوق الرسمية للفلسطينيين التي لا تنازل عنها.
وتابع: " أننا نريد أرضنا وأن نقيم عليها دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وأن يكون حقّ العودة مكفولاً للجميع ومطبقًا، وبالتالي تمسكنا بالقانون الدولي هو جزء من القاعدة الرئيسية لرفضنا لكل التعديات على القانون الدولي التي وردت في مشروع ترامب والصهاينة".
أمّا عن الخطوات والتحركات التصعيدية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان فقال أنّه ومنذ يوم أمس، قام العديد من الفلسطينيين بتظاهرات شارك فيها ممثلو الفئات الإجتماعية ونقابات العمال ورابطة المرأة وغيرها.
وأضاف: "فالجميع يشارك الآن بشكل عام. وفي لبنان لدينا خصوصية دائمًا للتعاون مع الإخوة في لبنان لرفض التوطين لأنّ المشروع الأميركي يعمل على فرض التوطين واستغلال الأزمة الحالية في لبنان لإجبارهم على قبول التوطين. فلا اللبناني ولا الفلسطيني يقبل بذلك، وبالتالي العمل مشترك نضاليًا لمواجهة ما سُميّ بـ "صفقة العصر" وسوف يستمر، وقد يأخذ أشكالاً من القضايا القانونية والنقاشات الواسعة حوله وإصدار دراسات حول المخالفات القانونية والفشل في فرضه على شعوبنا في المنطقة إلى التحركات الجماهيرية، ثمّ إلى التضامن فيما بيننا لمواجهة رفض التوطين بأيّ إشكالات وإختراقات".
إقرأ أيضًا: «نار» الأسعار تحرق اللبناني: هكذا أصبحت بعد الأزمة
وأكّد الناطور في السياق نفسه، أنّ القضية الفلسطينية ليست بيد واحدة أو اثنتين أو بإرادة دولة أو دولتين، القضية أولاً هي إرادة الشعب الفلسطيني، ثانيًا إرادة الشعوب العربية التي عاشت هذه المأساة الفلسطينية منذ أكثر من 70 سنة، وثالثًا القضية الفلسطينية لا تذهب إلى أيّ مكان، بحسب ما قال.
واعتبر أنّ الشعارات التي وصل إليها كلّ كفاح الشعب الفلسطيني وتضحيته، قد وصلت إلى البلورة للحقوق التي لا تنازل عنها وهي حقّ الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وبيوتهم، وحقّ الفلسطينيين بإقامة دولتهم في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس العربية، وأن يكون هناك حقّ تقرير المصير بشكل مستقلّ دائم ورفض كلّ ما يُسمّى دمج الأراضي أو السيطرة على الأراضي والحدود.
"كلّ هذه الإجراءات التي سبق أن قالوا أنّها مؤقتة لريثما نصل إلى دولة الآن يبدو أنّها "غشّ كامل" وبالتالي لن نقبل بها".
وكان ترامب قد أكّد أنّ "القدس ستبقى عاصمة إسرائيل غير المُقسمة"، فيما الدولة الفلسطينية المستقبلية سيصبح لديها عاصمة في القدس الشرقية كذلك. وجاء في الخطة "إقامة عاصمة فلسطينية في الأحياء العربية بالقدس على الجانب الشرقي من الجدار الفاصل"، وفعليًا هي منفصلة عن باقي المدينة. ويمكن للفلسطينيين بحسب ما تنص عليه الخطة، إطلاق مصطلح "القدس" على العاصمة، في المقابل فإنّها لن تتضمّن جزءًا مهمًا من القدس الشرقية... وغيرها من الإقتراحات الملبية لمعظم المطالب الإسرائيلية، والتي رُفضت بالكامل من قبل الفلسطينيين.