شددت أبرز الفصائل الفلسطينية، على موقفها الرافض لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمعروفة باسم "صفقة القرن"، مؤكدة على تمسكها بالحقوق الفلسطينية.
ومن المنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، عن تفاصيل خطته الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والمعروفة بـ"صفقة القرن"، وهو الإعلان الذي أثار غضبا ورفضا جماهيريا وفصائليا ورسميا فلسطينيا واسعا لهذه الصفقة.
ولاتخاذ موقف فلسطيني وعربي موحد من الصفقة، طلبت السلطة الفلسطينية من جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ على المستوى الوزاري، السبت المقبل، لبحث تداعيات خطة الإدارة الأمريكية.
حركة "حماس"
ودعت حركة "حماس"، كافة الأطراف الفلسطينية إلى استثمار حالة الرفض الشعبي الواسعة لمشاريع تصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتشكيل استراتيجية نضال موحدة لمواجهة "صفقة القرن".
وحذرت "حماس"، على لسان المتحدث باسمها، حازم قاسم، من خطورة "صفقة القرن" الأمريكية التي "تستهدف الوجود الفلسطيني على مستوى الأرض والإنسان والمقدسات"، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يمرر أي مشروع ينتقص من حقوقه".
ونوه في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن "الشعب الفلسطيني الثائر هو الذي سيبدد أوهام من يتوهم أنه يمكن أن يمرر صفقة تنتقص من حقوقنا الوطنية"، لافتا إلى أن "الكثير من الصفقات والمشاريع مرت على شعبنا، وتحطمت على صخرة نضاله ومقاومته".
وأضاف قاسم: "سنفعل كل ما نستطيع وسنقدم كل التضحيات من أجل المحافظة على مكونات هذه القضية، على أرضنا الكاملة، وحقنا بالعودة، وعلى مقدساتنا"، مشددا على أن "الشعب الفلسطيني بفصائله وقواه موحد من أجل لفظ هذه الصفقة، وهي تشارك اليوم في الفعاليات".
ولفت المتحدث باسم "حماس"، إلى أن "الإدارة الأمريكية بهذا الفعل، هي شريكة بالكامل في العدوان على شعبنا الفلسطيني، وهي كذلك مشاركة في كافة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد أبناء شعبنا".
وشدد على أهمية أن "تقوم المقاومة والسلطة وكل طرف، بدوره الفاعل في مواجهة هذه الصفقة الأمريكية، في عملية مقاومة شاملة".
ودعا إلى "عقد لقاء وطني، وليكن الإطار القيادي المؤقت، من أجل بلورة استراتيجية كفاح ونضال موحدة متفق عليها بين كافة المكونات، وأن تتوزع المهام ليقوم كل طرف بدوره في مواجهة واحدة من أخطر المحطات التي تمر بها القضية الفلسطينية".
وحول الفعاليات الرافضة للصفقة، أوضح قاسم، أن "المظاهرات التي ستنطلق اليوم، هي جزء من سلسلة فعاليات توافقت عليها القوى الوطنية والإسلامية في القطاع، من أجل توصيل رسالة شعبنا الرافض والمستنكر لصفقة القرن".
حركة "فتح"
من جانبها، أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، على لسان عضو المجلس الثوري والناطق الرسمي باسمها، إياد نصر، أن "هذه الصفقة طالما كان عنوانها القدس عاصمة لإسرائيل؛ فهي صفقة تمثل العار ولا تمثل حقوق شعبنا، ولأجل ذلك تقف فتح أمام هذه الصفقة، سدا منيعا وصمام أمان لحقوق شعبنا ومشروعنا الوطني، ولن نتراجع عن ذلك".
وذكر في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن رئيس السلطة محمود عباس، "كان أول من تنبه لخطورة هذه الصفقة، ودعا دائما إلى وقفة فلسطينية واحدة جامعة، من أجل التصدي لهذا المشروع الأمريكي".
ونوه نصر إلى أن "حالة الالتفاف الجماهيري التي يقفها شعبنا اليوم ضد صفقة القرن لم تأت من عبث، بل جاءت نتاج الموقف الفلسطيني الذي عبر عنه الرئيس أبو مازن".
وقال: "اليوم تخرج فلسطين عن بكرة أبيها؛ بضفتها وغزتها وقدسها، وبكافة فصائلها في الداخل والشتات، في موقف واحد رافض لهذه الصفقة الخيانية ولهذا المشروع الذي لا يهدف إلا لخدمة ترامب الذي يسعى إلى حرف الأنظار عن محاكمته في مجلس الشيوخ الأمريكي، وبنيامين نتنياهو المتهم بالفساد".
"الجهاد الإسلامي"
وحول خطورة الصفقة الأمريكية، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أحمد المدلل، أن "صفقة القرن من أكبر الكوارث التي تمر على شعبنا، لأنها تستهدف تصفية القضية الفلسطينية كاملة، وتحويل فلسطين إلى "إسرائيل" والقدس إلى "أورشاليم" والضفة الغربية المحتلة إلى "يهودا والسامرة".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الصفقة تسعى إلى إنهاء أي وجود فلسطيني على أرضه، كما أن هذه الصفقة لن تقف عند حدود فلسطين، وستصل إلى أمتنا العربية والإسلامية من خلال تجزئتها من جديد وسرقة ثرواتها وتدمير كل مقوماتها، لذا فخطورة الصفقة لن تقف عند القضية الفلسطينية بل ستمتد لتطال الجميع".
وطالب المدلل، الجميع بأن "يتحملوا مسؤولياتهم، وشعبنا اليوم يشهر غضبه ورفضه لهذه المؤامرة الكبرى، وينتقل إلى الفعل على الأرض بخطوات جدية ليشعل الأرض تحت أقدام الصهاينة في كل أنحاء فلسطين، وهذا ما طالبنا به إخواننا في الضفة والقدس والداخل المحتل وفي الشتات".
ودعا جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى "توجيه بوصلتها نحو فلسطين، لأن المؤامرة ستطال وجودهم وعقيدتهم"، لافتا إلى أن رسالة الجماهير الفلسطينية الرافضة لهذه الصفقة، أن "كل من يعطي الشرعية للعدو الصهيوني على أرض فلسطين هو عدو لشعبنا، وهذه الصفقة لن تمر إلا على أجسادنا، وسنبقى نقاوم الاحتلال حتى دحره عن أرضنا".