اكد بطاركة الكنائس المسيحيَّة الشَّرقيَّة ورؤساؤها انهم ينتظرون من أداء الحكومة القدرة على كسب ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولي
اكد بطاركة الكنائس المسيحيَّة الشَّرقيَّة ورؤساؤها انهم ينتظرون من أداء الحكومة القدرة على كسب ثقة الشعب وثقة المجتمع الدولي والجهات المانحة كما حثوا أهل السياسة على مواكبة العمل الحكومي بروح إيجابية ليتسنى للحكومة الانصراف الى تنفيذ الاصلاحات.
وقالوا في بيان تلاه النائب البطريركي أنطوان عوكر : ". تابع الآباء مجريات تشكيلِ حكومةٍ لبنانيَّةٍ جديدةٍ، وما رافقها من تجاذباتٍ ومساومات، امتدَّت أكثر من شهرين بشأن نوع الحكومة وعدد الوزراء وكيفيَّة تسميتهم، فيما الشَّارع يغلي، والوضع المالي والاقتصادي والمعيشيّ آخذ بالتَّدهور. "
وتابع البيان: "الآباء ينتظرون من أداء الحكومة القدرة على كسب ثقة الشَّعب اللُّبنانيّ، لا سيَّما شبَّانه وشابَّاته، في انتفاضتهم السِّلميَّة، وثقة المجتمع الدَّوليِّ والجهات المانحة. ويحثُّون أهل السِّياسة أن يواكبوا بروحٍ إيجابيَّةٍ العمل الحكوميّ، حتَّى يتسنَّى للحكومة الإنصراف إلى تنفيذ الإصلاحات في البُنى والقطاعات من أجل النُّهوض الاقتصاديّ المنشود، وتطبيق مبادئ العدالة الإجتماعيَّة البعيدة كلّ البُعد عن منطق المصالح الفئويَّة والمحاصصة الذي ساد البلاد منذ عقود."
ولفت الآباء إلى "وجوب المُسارَعة في محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وضبط الهدر المتواصل في المال العامّ، كشرطٍ لا بدَّ منه للدَّفع بالاقتصاد اللُّبنانيّ نحو الإنتاجيَّة الكفيلة وحدها بضبط الحركة الماليَّة وتحقيقِ دورةٍ إقتصاديَّةٍ طبيعيَّة تُنمِّي القطاعات المختلفة، بما يُحقِّق الإستقرار ويُساعِد في وضع برامج مستقبليَّةٍ وفي إنجاحها".
واذ اكد الآباء على حقّ التَّظاهر السِّلميّ طلبًا للإصلاح، دعوا المواطنين المتظاهرين وبخاصَّة الشَّباب منهم الذين كان لهم التَّأثير الأساسيّ في هزّ الضَّمائر وترسيخ فكرة وجوب التَّغيير في الأداء السِّياسيّ، إلى التَّعامل بحكمةٍ مفسحين في المجال أمام الحكومة لتحمُّل مسؤوليَّاتها.
الى ذلك، حثُّ الآباء المجتمع الدَّوليِّ والدُّول العربيَّة، أن "يساندوا لبنان في الإصلاح الإقتصاديّ والماليّ والإنمائيّ حتَّى يستعيد لبنان دوره المُنفتِح والمُسالِم، والعامل من أجل السَّلام ونصرة الشَّأن الإنسانيّ في محيطه، فيتجنَّب ما تُسبِّبه التَّجاذبات الخارجيَّة من معاناةٍ على أرضه" بحسب البيان.
كما ناشدوا اللُّبنانيِّين المنتشرين كي يكثِّفوا جهودهم في دعم وطنهم الأمّ ومساعدته على استعادة العافية على كلّ الصُّعد.
وفي الختام، اعرب الآباء عن بالغ الأسى حيال ما آلت إليه الأوضاع في الدول العربية، ولا سيما في سوريا والعراق وفلسطين، مما يُفاقِم مُعاناة شعوبها، ويُسرِّع هجرتهم إلى أماكن آمنة داعين الى العمل على وضع حد للحروب والقتل والدَّمار، والسَّعي الى بناء سلامٍ عادلٍ وشاملٍ ومطالبِين المجتمع الدَّوليّ الكشف عن مصير المطرانين بولس يازجي ويوحنَّا ابراهيم.