يستعد "تيار المستقبل" لاحياء الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط المقبل في احتفال يُقيمه في مجمّع "سي سايد ارينا" في واجهة بيروت البحرية.
وكما في كل عام، بدأ التيار التحضيرات اللوجستية لمواكبة الذكرى من خلال تشكيل لجنة عمل خاصة ووضع برنامج الاحتفال ولائحة الحضور من سياسيين ودبلوماسيين وقادة امنيين ومنسقيات المستقبل في المناطق.
واذا كان البرنامج التقليدي للاحتفال لن يختلف عن الاحتفالات السابقة لجهة تقسيماته والفقرات التي يتضمّنها، الا ان الانظار ستكون متّجهة نحو الكلمة التي سيُلقيها الرئيس سعد الحريري وما تحويه من رسائل سياسية في مختلف الاتّجاهات، وحزبية الى مناصريه.
ولعل الابرز في خطاب الحريري انه يأتي على وقع خروجه من السراي الحكومي واستطراداً سقوط التسوية الرئاسية التي ابرمها مع "التيار الوطني الحر" وانضمامه الى صفوف المعارضة لحكومة الرئيس حسان دياب.
كما ان كلمته ستكون محط رصد من قبل حلفائه التقليديين ابرزهم "القوات اللبنانية" التي سبقته في الخروج من حكومته باعلانها الاستقالة منها ثم امتناعها عن تسميته لرئاسة الحكومة وهو ما وسّع مساحات التباعد بين بيت الوسط ومعراب، وسط غياب للقاءات والاتصالات بينهما وعدم دخول وسطاء على خط معالجة الخلاف.
وفي حين تحفّظت مصادر "تيار المستقبل" لـ"المركزية" عن اعطاء تفاصيل عن برنامج الاحتفال، لاننا على حدّ قولها "نعيش كل يوم بيوم" بسبب التطورات اليومية التي تشهدها الساحة الداخلية"، الا انها اكدت "ان صورة الاحتفال هذا العام ستكون مختلفة انطلاقاً من ان المستجدات الاخيرة، تحديداً منذ انطلاق الانتفاضة في 17 تشرين الاول وحتى اليوم فرضت نفسها على شكل الاحتفال ومضمون كلمة الرئيس الحريري".
هذه الصورة المُختلفة للاحتفال بذكرى 14 شباط ستظهر كما اشارت المصادر في حجم الحضور الحزبي، اذ ان مشاركة مناصري التيار ستكون مضاعفة و"بزخم"، وستوجّه الدعوات عبر المنسقيات التابعة لـ"التيار" في مختلف المناطق، الا انه سيُمنع على اي شخص المشاركة في الاحتفال من دون بطاقة دعوة باسمه (كنّا نغضّ النظر عن هذا الموضوع في الاحتفالات السابقة) وذلك بسبب الاوضاع الامنية".
اما في الجهة الاخرى من صورة الاحتفال، اي الحضور السياسي، لفتت مصادر "التيار الازرق" الى "ان الدعوات ستوجّه الى كل المعنيين بالذكرى، لاسيما الحلفاء في قوى الرابع عشر من آذار، حزب "القوات اللبناينة"، الحزب "التقدمي الاشتراكي"، حزب "الكتائب" وحزب الوطنيين الاحرار".
وحرصت المصادر على التأكيد "ان العلاقة مع الحلفاء، لاسيما "القوات اللبنانية" راسخة على رغم التباين الاخير في وجهات النظر".
ويبقى "مسك" الاحتفال الكلمة التي سيُلقيها الرئيس الحريري والتي ستكون في حجم المرحلة الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان عامةً و"تيار المستقبل" خاصة الذي خرج من السلطة الثالثة وتشهد المناطق المحسوبة عليه، مثل طرابلس، صيدا، سعدنايل انتفاضة شعبية لا يسلم الحريري من سهام الانتقاد التي توجه له عبرها.
واوضحت مصادر "تيار المستقبل" "ان كلمة الرئيس الحريري ستحمل رسائل واضحة تضع النقاط على حروف التطورات، لكن المفارقة هذا العام انها ستكون رسائل سياسية و"بالمباشر" تتطرّق الى المرحلة السابقة وتضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة وتحديّاتها السياسية والاقتصادية والمالية".
ولفتت "ان برنامج الاحتفال سيتضمّن شريطاً مصوّراً عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومقاربته في ذلك الوقت لحلّ الازمات التي تعصف بلبنان، وهي لا تختلف كثيراً عمّا يُنادي به الثوّار اليوم".