لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولا صوت يعلو على المؤامرة، ولا صوت يعلو على صوت القيادة الراشدة والرشيدة، لأنه من مات ولم يعرف زعيمه وقائده وفقيهه مات ميتةً جاهلية، إذاً، أنت بلا عقل، وليست المرأة وحدها بنصف عقل ونصف دين، هكذا يريدوننا، رجالاً ونساءاً بنصف عقلٍ وبلا عقلٍ بالأصل، وما عليك إلاَّ أن تطأطأ الرأس وتقلِّد تقليداً أعمىً، لأنك أعمى البصر والصيرة..
لا صوت يعلو فوق صوت المصالح والمفاسد، إلا صوت الأحزاب ومفاسدها، لأنك لا تعي بأنَّ ـ درء المفاسد أولى من جلب المصالح ـ، فمن أنت حتى تعلم المفسدة من المصلحة؟
لا يبقى إلاَّ صوت المراجع الدينية ومؤسساتها وأزلامها وموظفيها وصغار الكسبة والكتبة، الذي يملأ الدنيا ضجيجاً وصخباً، هذا بمئذنته، وذاك بناقوسه، والنتيجة : هلاك الشعب وضياعه، وإفلاس البلد وسرقته، وخذلان الطبقة السياسية والدينية لحاجات الناس ومتطلباتهم، الذين اختارهم الشعب ليعبروا بهم برَّ الأمان من الفقر والجوع والخوف، وليعبِّروا عن طموحاته وتطلعاته نحو عيشٍ كريمٍ وكرامةٍ مصونة، وتركوا واجبهم الأخلاقي والديني والإنساني والوطني لجماعةٍ تنطق بالحق الإلهي، والطريق الأخروي المرتبط بالحق الإلهي، كما كانت عليه القرون الغابرة من قياصرةٍ وملوكٍ تتصرف بمصير العباد والبلاد، لكن ما يجري اليوم من إنتفاضةٍ وثورةٍ على تلك العقلية التي طواها الزمن وأصبحت في مقابر التاريخ، فلم يعد ينطوي اليوم على كل حرٍّ يثور من أجل حقوقه المسلوبة هذا العناوين المزخرفة والمزركشة، حتى لو بقيت تلك الطبقة المتخمة وسلطة الطرشان تتصرف بمقدرات هذا البلد، فالشعب سيحاكمهم وإن طالت الأيام، وما ربك بظلاَّمٍ للعبيد، ماذا تريدون من الأحرار..؟
وماذا يُراد بهم..؟ أتريدون أن تحوِّلونهم إلى دمى عمياء وصماء، لا تدرك شيئاً ولا تعي أمراً..؟
لماذا تتهمون من يطالب بحقوقه. أهذا هو الدين، لماذا يُتهم من يخالفكم بالسياسة والرأي.. أهذا هو الإحتياط بالدين.. فأين كقول المعصوم (ع): " أخوك دينك فاحتط لدينك"..
وأين قول الله تعالى: " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلٌّ أولئك كان عنه مسؤولاً "..
فلنتق الله جميعاً في هذا البلد وشعبه، حتى يكون هذا البلد وهذا الشعب في أمنٍ وأمانٍ من الخوف والمرض والجوع والفقر، لأنه من أراد الله فليطلبه في الفقراء والمحتاجين والمعذبين والمحرومين، وقل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين...