وأمهلت مدينة الناصرية الأحزاب السياسية أسبوعا لاختيار رئيس وزراء جديد، خلفا لعبدالمهدي الذي أسقطه المتظاهرون، لكن المهلة انتهت منتصف ليل الأحد على الاثنين من دون تطورات.
وبمجرد انتهاء المهلة، صعدت الناصرية من لهجتها الاحتجاجية، محذرة من أنها قد تعلن نفسها عاصمة سياسية مؤقتة للبلاد وتشكل حكومة جديدة، تعلن بطلان شرعية السلطة في بغداد.
ونصب متظاهرو الناصرية سرادقات كبيرة على طريق دولي يربط بغداد بمدن جنوب العراق، وفرشوها بالسجاد الإيراني الفاخر، إيذانا بإقامة طويلة.
ولم تجد السلطات المحلية في الناصرية بدا من مجاراة المحتجين، وإن بشكل مؤقت، بعدما اختبرت كيف يوفر القمع دوافع جديدة للتظاهرات كي تصبح أقوى وأكثر شراسة.
ولقيت دعوة الناصرية استجابة واسعة من سكان البصرة والديوانية والسماوة والعمارة والنجف وكربلاء وبابل وواسط وديالى، فضلا عن بغداد، التي حاول المتظاهرون فيها إغلاق طرق رئيسية للتأثير على الحركة العامة، لكن السلطات تصدت لهم بعنف مفرط.
وأبلغت مصادر طبية عن سقوط متظاهر واحد على الأقل في بغداد، وجرح 30 آخرين، الاثنين، فيما قتل صحافي قرب ساحة الطيران، خلال تغطيته الاحتجاجات.
وقالت مصادر أمنية إن مكتب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أصدر أوامر صارمة للقوات الأمنية في بغداد بالتعامل كيفما تشاء لمنع إغلاق أي طريق حيوي، فيما تلقت القوات المسؤولة عن أمن البصرة تعليمات مماثلة تتعلق بالطرق المؤدية إلى المنشآت النفطية، التي حاول المتظاهرون قطعها.
وبرغم إجراءات القمع القاتلة التي مارستها القوات الأمنية، نجح المتظاهرون في إغلاق طريق حيوي شرق بغداد مساء الاثنين، ما تسبب في شلل مروري طال مناطق عدة.
وقال نشطاء إن محاولات إغلاق الطرق الحيوية في بغداد والمحافظات ستستمر إلى حين اكتمال تشكيل الحكومة الجديدة، التي يشترط المتظاهرون أن يرأسها شخص يحظى بموافقتهم.
وشن الإعلام العراقي، الذي يرعاه اتحاد الإذاعات الإسلامية الإيراني، هجوما واسعا على المتظاهرين بعدما صعدوا احتجاجاتهم، متهما إياهم بتخريب المؤسسات الخدمية والإضرار بالمال العام.
ومنذ انطلاق التظاهرات مطلع أكتوبر الماضي، يروج الإعلام العراقي الذي يموله الاتحاد الإيراني، لنظرية اختراق الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج لحركة الاحتجاج العراقية، وحرفها عن مسارها.
ويقول مراقبون إن طهران وأذرعها العراقية، لا تريد أن تصدق حقيقة أن الجمهور الشيعي العراقي يردد، منذ مطلع أكتوبر وحتى الآن، شعارات ضد إيران، لذلك يكابد اتحاد الإذاعات الإسلامية، عبر محطاته الفضائية ومواقعه الإخبارية وجيوشه الإلكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي، للترويج لنظرية المؤامرة، من دون أن يلقى أدنى استجابة.