كشفت دراسة علمية أن النوم المنفصل للأزواج لا يدل على الخلافات الزوجية، بل إنه يحسن الصحة والعلاقة الزوجية بينهما وإمكانية الحصول على علاقة أكثر سعادة.
وأثبتت الدراسة التي أجراها الدكتور نيلي ستانلي أحد خبراء النوم أن ثلث اضطرابات النوم لدى أحد الأزواج ناتجة عن شريكه، وقد يكون تأثير هذا الاضطراب على صحتك وصحة العلاقة هائلاً.
قال الدكتور نيل ستانلي «غالباً الأزواج الذين ينامون في سرير منفصل يتمتعون بمستوى طاقة عالٍ ويشكل مفتاح علاقة ناجحة؛ لأنه يعطي للطرفين مساحة خاصة بهم، لذلك حاول تجربة شيء مختلف».
النوم في سرير منفصل ليس له علاقة بعدم وجود علاقة حميمية بين الزوجين، ولكن العديد من الأزواج قد يعانون من الشخير أو النوم الخفيف الذي يجعله يستيقظ من أقل شيء يحدث بجواره مثل إضاءة النور أو قيام الزوجة للذهاب إلى الحمام، وبالتالي من قضاء ليلة نوم جيدة وتجنب الصداع والتوتر في النهار الذي ينتج عن عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم ليلاً.
وفي دراسة جديدة في جامعة تورونتو رايسون وجدت أن 30 – 40 في المائة من الأزواج ينامون في سرير منفصل عن الطرف الآخر. كما وجدت دراسة بريطانية أن 50 في المائة من الأزواج يعانون من اضطرابات النوم مثل الشخير، البطانيات، التحكم في درجة الحرارة والإضاءة عند النوم بجانب شخص آخر. فإذا كنت تعتقد بأن النوم في سرير منفصل عن الزوج سيصبح عقبة فهذا أمر خاطئ بل سيصبح مثل التوابل التي تشعل العلاقة الحميمية وخصوصاً في حالة وجود طفل رضيع، بالتأكيد تصبح هناك حاجة لنوم الزوج في سرير منفصل كما أنه يساعد في الاستغراق في مرحلة النوم العميقة والحصول على نوم له جودة أفضل.
قد يكون من المفاجأة بالنسبة لك عندما تعلم أن 1 من كل 4 أزواج في الولايات المتحدة الأميركية ينامون في سرير منفصل ونحو 40 في المائة من الأزواج في بريطانيا ينامون في سرير منفصل أيضاً لذلك قد يكون من الأمور المختلفة بالنسبة لك عند تجربتها.
أسباب تؤدي إلى النوم في سرير منفصل
الشخير:
شهد ملايين من الأفراد الإصابة بالشخير طوال الليل، ورغم تجربة الطرق التقليدية مثل سدادات الأذن وشرائط الأنف التي تعد بمثابة حل مؤقت، ولكن الأمر المناسب هو الانفصال في سرير آخر.
تفضيلات درجة الحرارة:
قد يحب أحد الطرفين النوم محتضن البطانية ويشكو الطرف الآخر من ارتفاع درجة الحرارة، وبالتالي لا تحصل على الراحة المطلوبة أثناء النوم وتعاني من قلة النوم.
الأرق:
إذا كان أحد الطرفين يعاني من الأرق يؤدي إلى صعوبة نوم الطرف الآخر قد تلجأ إلى استخدام الوسادة لمحاولة التخلص من الأرق ولكن تسبب الإزعاج للطرف الآخر.
مشاكل الحسية:
الأفراد الذين يعانون من الاضطرابات الحسية مثل متلازمة إسبرجر قد يجد النوم بجانب شريك حياته أمراً لا يطاق خاصة مع الشخير أو الأرق، لكن هناك صعوبة في معالجة المشاكل الحسية بسبب زيادة القلق ولا تساعدك في الحصول على نوم بدون انقطاع ولتجنب المزيد من المضاعفات الناجمة عن هذه الحالة.
اختلاف في مواعيد النوم:
قد يكون أحد الطرفين يفضل البقاء لمشاهدة التلفزيون والبعض الآخر بحاجة إلى الهدوء في الساعات الأولى من الليل والنوم في غرفة مظلمة، وبالتالي يؤدي الاختلاف في مواعيد النوم إلى صعوبة التأقلم والحاجة إلى النوم في سرير منفصل.
فوائد نوم الزوجين في سرير منفصل:
تقليل المشاكل:
عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم؛ فإن الجسم ينتج الكثير من هرمون الكوتيزول، وهذا الهرمون يؤدي إلى الأرق والتهيج الذي يؤدي إلى المزيد من المضايقات اليومية التي تبدو غير محتملة للطرفين بسبب عدم الحصول على ما يكفي من الراحة. ولكن عند النوم في سرير منفصلاً يجعلك أقل عرضة للمشاكل وعدم حدوث خلافات على الأشياء الصغيرة.
علاقة حميمية أفضل:
دعونا نواجه الأمر النوم في سرير منفصلاً يزيد من الشوق للطرف الآخر، ويدعم العاطفة بينكم خصوصاً عند القيام بممارسة العلاقة الحميمية؛ لأنك تتمكن من الدخول في مرحلة النوم العميق التي تحسن المزاج وبالتالي يؤثر على العلاقة الحميمية.
تقليل التوتر:
الحرمان من النوم المتواصل يؤدي إلى زيادة نوبات القلق والهوس وحتى التفكير المستمر؛ لأنه يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول ويؤدي إلى أنماط نوم مختلفة عن شريك حياتك.
تدعيم صحة الجهاز المناعي: أظهرت الدراسات أن النوم أقل من ست ساعات كل ليلة يمكن أن يكون له آثار مدمرة على الجهاز المناعي لأنه يزيد من خطر التعرض للأمراض المزمنة.
صحة القلب:
إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم فإن قلة النوم لليلة واحدة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة والحرمان من المزيد من النوم يؤدي إلى الالتهابات والإصابة بأمراض القلب.
وأشارت الأبحاث إلى أن الأزواج الذين ينامون يشكل سيء هم أكثر عرضة من غيرهم للطلاق حيث يفتقران إلى التعاطف ويكونان أكثر جدلية.
وأضاف الدكتور ستانلي أن قلة النوم تؤثر على أدائك وعلاقاتك وتزيد من خطر تعرضك للحوادث ويرتبط ذلك على المدى الطويل بزيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني والاكتئاب، وذلك لأن كل خلية في الجسم لها ساعة خاصة بها، لذلك فإن الاضطراب المطول لهذه الإيقاعات من خلال قلة النوم يكون له تأثير مباشر على كل خلية.
وأكد الدكتور ستانلي أن النوم مهم للغاية، ولا يوجد سبب للتنازل عنه من أجل بناء اجتماعي غير علمي للنوم معاً، إضافة إلى أنه لا يوجد تأثير سلبي للغرفة المنفصلة على الحياة الجنسية.