اشار السيد علي فضل الله الى ان "الشعب اللبناني ينتظر ان تبصر الحكومة النور، وأن تزول العقد التي لا تزال تقف أمام تأليفها، وهي قابلة لأن تزول عندما يخرج الجميع من الاستئثار ومن أنانياتهم الفئوية والخاصة"، معتبرا ان "المؤسف والمحزن أن تكون هذه التعقيدات لها علاقة بتعزيز الأحجام والدور لجني المزيد من المكاسب على أكثر من صعيد، أو ترجيح الكفة لما يؤثر في رسم صورة الاستحقاقات المقبلة، فيما البلد يعيش حالةً من الانهيار تهدد مصيره ومصير الناس الذين باتوا لا يستطيعون تلبية الحد الأدنى من معيشتهم ونحن نأمل أن يعي الجميع مسؤوليتهم تجاه وطنهم ومواطنيهم، وأن يخرجوا من حساباتهم الخاصة التي تتعنون بالحسابات الطائفية والمذهبية لحساب الوطن، وأن يسرعوا بتأليف حكومة تخرج البلد من عنق الزجاجة".
وفي حديث تلفزيوني، رأى أن "الحلّ في هذا البلد لن يكون إلا بحكومة تتشارك فيها كلّ القوى الفاعلة في سياق برنامج إصلاحي، بعد أن أصبح واضحاً أن لا حل لمشاكل البلد وإخراجه من أزماته وتأمين الاستقرار فيه إلا بحكومة كهذه، ولكن يبقى هذا الأمر طموحاً، ولا يبدو أنه متوافر الآن"، مضيفا :"ستنتظر الحكومة الجديدة الكثير من التحديات والعوائق والصعوبات إن تألفت بالصورة التي يتم تداولها، فهي لن تحظى برضا العديد من القوى السياسية الفاعلة، ولا يبدو أنها ستحظى بثقة الذين خرجوا إلى الشارع. وقد لا تنال رضا الخارج الَّذي رهن دعمه للبنان بشروط قد لا تتوافر في هذه الحكومة، لكنَّنا، ورغم كلّ الصعوبات والتحديات، نرى أنها قادرة على تجاوز كل هذه العقبات، إن تعاون الجميع فيما بينهم على برنامج عمليّ وواقعيّ لإخراج البلد من أزماته، ولا سيَّما الاقتصادية والنقدية، وخرجوا من كلّ الحسابات الخاصة والمصالح الفئويّة والاستئثار والكيديّة إلى العمل لمصلحة كلّ اللبنانيين بكلّ تنوعاتهم ومواقعهم؛ الموالين والمعارضين والقريب والبعيد".
ولفت الى ان "اللبنانيين التواقين إلى بناء دولة العدالة سيكونون سنداً وعوناً لأيّ حكومة تكون على قدر طموحاتهم وأمانيهم، من خلال برامجها وأعمالها والفريق الّذي سيتولّى المهمات فيها، وسيصبرون معها لبلوغ هذه الطموحات وتحقيق الأماني"، مضيفا :"يبقى لنا في هذا المجال أن نجدّد دعوة الناس الذين عبّروا عن توقهم لبناء دولة تحترم إنسانهم وكرامتهم، وتخرجهم من معاناتهم، إلى أن يبقوا مصرين وثابتين على ما دعوا إليه، وأن يراقبوا البرنامج والمسار، وأن لا يتخلّوا عن دور أثبتوا أنهم قادرون على التأثير الإيجابي فيه".