وهبطت الطائرة الخاصة التي أقلت غصن ومن برفقته، في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول الساعة 5:30 فجر يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لينتقل بعدها المرافقان لغصن إلى مطار إسطنبول الدولي عبر سيارة أجرة ويغادرون عبر طائرة مجدولة متجهة إلى بيروت في الساعة 12:20 من ظهر اليوم نفسه.
كما أظهرت المشاهد أيضاً، قيام الشخصين المذكورين بإجراءات جواز السفر لدى الخطوط الخارجية بمطار إسطنبول بشكل متتالٍ خلال الساعة 10:02 و10:04، ليركبا بعدها الطائرة المتجهة إلى بيروت.
يذكر أنه جرى توقيف غصن، في طوكيو، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بتهمة ارتكاب "مخالفات مالية" عندما كان رئيسا لـ"نيسان"، التي سبق أن أنقذها من الإفلاس.
ودخل غصن، السجن لمدة 130 يوماً، وأُفرج عنه لاحقاً بكفالة بانتظار بدء محاكمته في أبريل/نيسان 2020، حيث كان يخضع لمراقبة.
وكان القضاء التركي قد حكم بسجن 5 أشخاص في إسطنبول يعملون في شركة طيران شحن خاصة، على خلفية إعلان مرور كارلوس غصن من إسطنبول، خلال هروبه من اليابان إلى لبنان، موجهاً إليهم تهمة "تهريب مهاجرين".
روايات مختلفة لهروب غصن
وفي 2 يناير/كانون الثاني الجاري، أعلن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ألبير سرحان، أن القضاء تسلم طلباً من الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" من أجل توقيف غصن، بعد فراره من اليابان ووصوله إلى بيروت.
وبعد ساعات من وصول غصن إلى بيروت في أواخر 2019، انتشرت عدة روايات حول كيفية استطاعته الهرب من اليابان، خاصة أن 3 من جوازات سفره الأربعة كانت مع محاميه الياباني، بينما كان جواز سفره الرابع، وهو جواز فرنسي، داخل علبة مغلقة ومحمية بكلمة مرور سرية لا يعرفها غصن.
وبدأت أولى الروايات تتحدث عن هروبه بعلبة آلة موسيقية بعد انتهاء حفل أقيم في منزله بطوكيو، إلا أن هذه الرواية سرعان ما نفاها غصن بنفسه. وأكد غصن أنه خرج من بيته الياباني بشكل طبيعي، وأنه دخل لبنان بشكل طبيعي أيضاً بجواز سفره الفرنسي.
أما ما حدث بين خروج غصن من منزله بطوكيو ووصوله لمطار بيروت بجواز سفره الفرنسي، فلم يقل عنه غصن شيئاً، إلا أن وسائل إعلام أميركية تناولته بغزارة. ويبدو أن غصن خرج من منزله بطوكيو وتوجه إلى فندق في العاصمة اليابانية حيث التقى بمايكل تايلور وجورج زايك، ثم انتقل معهما بالقطار إلى مدينة أوساكا، حيث دخلا غرفة في فندق آخر. ومن غرفة هذا الفندق لم يخرج سوى الزايك وتايلور ومعهما علبتان كبيرتان، اختبأ غصن بإحداهما.
وفي مطار أوسكا استقل الرجلان الأميركيان طائرة خاصة استأجراها من شركة تركية، بينما لم يتم تفتيش علبتهما الضخمة، وتوجها إلى اسطنبول. وهناك انتقل غصن من الطائرة الخاصة الأولى إلى طائرة ثانية، بشكل متخفٍ، متجهاً إلى بيروت.