كانت مشاهد اصطفاف الناس بالطوابير أمام أحد البنوك التي وُثّقت بالصّور أمس، غير مفاجئة بعدَ غرَق لبنان بكلّ الكوارث الإقتصادية والإجتماعية المحتملة، خاصةً وأنّ المصرف أعلن لكافّة الزبائن وبالخطّ العريض أنّ "لا دولار اليوم" على الأقلّ، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة.
إحدى المودعات في البنك نفسه، تؤكّد لـ "لبنان الجديد" أنّ القرار نفسه أُبلغوا به في الأسبوع الماضي عندما كانوا يقفون بالطابور ينتظرون الحصول على 100 أو 200 دولار وأنّهم بامكانهم الحصول على المال بـ" الليرة اللبنانية" فقط، لولا أنّ أحدهم اعترض بصراخه وغضبه وهدّد كافّة العاملين في حال لم يأخذ ماله.
تقول السيدة أنّ الرجل حمل هاتفه و بدأ بتسجيل فيديو صارخًا بأعلى صوته داخل البنك.
دقائق قليلة فقط، تراجعت الإدارة عن قرارها هذا، وفجأة توفّر الدولار وأصرّ الرجل على أخذ مبلغ 300 دولار، وكان له ما أراد، على مبدأ "يا رب السترة" وتجنبًا لحدوث أيّ إشكال وتضارب على غرار باقي المصارف، تقول السيدة.
إقرأ أيضًا: Embrace: «من 150 مكالمة شهرياً إلى 100 لبناني في اليوم يطلبون المساعدة»
وتتابع: "باقي الزبائن حصلوا على مبلغ يتراوح بين 200 و100 دولار، لهذا أنا أشكّك بقرار عدم توفّر الدولار في هذا المصرف أو في غيره، إذ يبدو أنّنا لن نحصّل مالنا إلاّ عند ممارسة الضغط عليهم لأنّهم يضعون يدهم على مالنا من دون وجه حقّ خاصةً نحن صغار المودعين".
ولا زالت أزمة الودائع المصرفية اللبنانية تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث نتجت عنها تهافت الناس لسحب جنى أعمارهم في الأسابيع الأخيرة التي تلت الإنتفاضة الشعبية، وهو ما جعل كافّة المصارف تضع سقفًا معينًا لإمكانية سحب الأموال، بدأ من 500 دولار وتقلّص إلى 200 و100 دولار وصولاً إلى عدم توفّر الدولار، مع توقّف آلات السحب الآلية. وقد أدّى ذلك إلى عدّة اشكالات داخل المصارف في مختلف المناطق اللبنانية وزيادة التعزيزات الأمنية حول وداخل كافّة البنوك.