تفيد مصادر عراقية بأن إيران قد خسرت العراق لأسباب متعدّدة ومنها فك التحالف مع الولايات المتحدة حيث بدأ الرئيس الأميركي ترمب على نقيض تام مع إدارة أوباما بحيث نفض أيادي أميركا من الإتفاق النووي و لحس توقيعها و هذا ما أعاد إيران الى المربع الأول بعد أن ضمنت اللعب في المربعات المتقدمة بحيث شغلت مساحة الشرق الأوسط و خاضت حروباً عجافاً كي تثبت حضورها القوي في المنطقة وفق ما أتاحه لها الإتفاق النووي و رؤية الرئيس أوباما لخارطة المنطقة .
و تشير هذا المصادر الأكاديمية بأن التعاون الأميركي الإيراني كان في ذروته في عهد الرئيس أوباما و كان العراق مساحة تعاون و تفاهم البلدين عليه من خلال التسليم بمصالح واشنطن و طهران و هذا ما أدّى بإستمرار إلى تركيب حكومات عراقية غب الطلب الأميركي و الإيراني حتى أن الدولتان خاضتا معاً معركة تحرير العراق من تنظيم " داعش " من خلال الحلف الدولي بقيادة أميركا و الحشد الشعبي بقيادة إيرانية .
لقد أسّس إنسحاب ترمب من الإتفاق النووي بداية العودة إلى علاقات ساخنة ما بين واشنطن و طهران وتبع ذلك عودة جديدة أيضاً لرُزمة من العقوبات الأميركية على إيران و فرض حصارات متعدّدة وضعت الإقتصاد الإيراني في أسوأ ظروفه و أحواله و هذا ما أثّر أيضاً على المستفيدين من الإقتصاد الإيراني و هذا ما شلّ من قدرات إيران الخارجية و خاصة في الدول التي أطلقت عليها أولاً الهلال الشيعي و من ثمّ محور الممانعة و المقاومة .
ما بذلته إيران في سورية كي تحافظ على نظام موال لها لم يكن كافياً كي تستفرد بالقرار السوري لأنها لم تتمكن من حسم المعارك المتنقلة و المفتوحة في كل زاروب سوري و هذا ما استدعى تدخلاّ روسياً سمحت به أميركا كي تبسط روسيا سيطرتها بدلاً من إيران و هذا جديد آخر لسياسات ترمب المختلفة عن سياسات أوباما المقتنعة ببسط النفوذ الإيراني في سورية و قد حظي التدخل الروسي بكل جرائمه البشعة بتأييد عربي و قد سلمت له الدول العربية المعنية بالأزمة السورية لا حُباً بالروس و لكن كُرهاً بالإيرانيين و هنا شكل التعاون الروسي – التركي على حساب المعارضة السورية التي أنهتها تركيا في كل المحافظات السورية و حاصرتها في إدلب تمهيداً لتتمة التفاهمات الروسية – التركية و أيضاً جاء التعاون الروسي – التركي على حساب إيران اذ انتقلت من دولة ممسكة بقرار النظام السوري إلى شريك ناقص مع روسيا و من ثم إلى شريك أقل دوراً مع كل من روسيا و تركيا و ما يجري في إدلب من حروب مدروسة و من ثم من إتفاق روسي – تركي حول و قف النار دون أن يكون للإيرانيين مساهمة تُذكر لتأكيد على وهن الدور الإيراني في سورية بعد أن إتفق الجميع على حصار الدور الإيراني تلبية لأوامر الرئيس الأميركي ترمب .
وتضيف هذه المصادر بأن هناك إتفاقاً لعزل لبنان عن سورية من خلال التفاهمات القائمة في سورية بغية إضعاف نفوذ حزب الله الذي يستمد قوته من الحاضنة السورية بعد أن بدأت حوارات اليمنين تشق طريقها نحو حكومة لن تكون موالية أو قريبة من إيران وهي خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة و هذا ما سيجعل من تضحيات إيران في اليمن أثمان حرب فقط دون قطف أي ثمرة من ثمرات السلم اليمني .و يبقى العراق أول و آخر حلم إيراني على قائمة الخسائر الإيرانية خاصة و أن ماجرى أخيراً ما بين إيران و أميركا على أرض العراق منذ شروع إيران لوضع سياسة جديدة في العراق من خلال المجيء بعادل عبد المهدي رئيساً لحكومة مطلوب منها إخراج أميركا من العراق و إلغاء مصالحها في هذا البلد لصالح مصالح روسية و صينية كما يدعو محور المقاومة و الممانعة و لكن تدهور الأوضاع الإقتصادية في العراق و خروج العراقين بثورة هائلة ضدّ حكومات الفساد و ضدّ المصالح الإيرانية لا الأميركية قلب ظهر المجن و هذا ما استدعى موقفاً إيرانياً يتيماً ضدّ العراقيين الغاضبين في حين أن الأطياف العراقية كافة و خاصة المرجعية العراقية عبرت عن حق الناس في الثورة و في الخروج على الفاسدين و ضرورة إصلاح الأمور و لم تبق دولة غربية أو عربية إلاً و أيّدت مطالب الشعب العراقي و هذا ما كشف عن خطأ إيران في العراق إذ لا يمكن أن يكونوا أكثر حرصاً من العراقيين على العراق إذا ما أردنا تكفير العالم كله و نسبنا الإيمان كله لإيران .
وتنهي هذه المصادر قولها بأن ما حدث من إغتيال طال أعلى شخصية إيرانية و ما تلاه من رد فعل إيراني إستهدف إلإيرانيين و لم يستهدف الأميركيين من خلال إسقاط الطائرة الأوكرانية و تراجع حدّة التهديدات الإيرانية و مباركة خطوات التهدئة و انتظار قطر كي تسعى سعيها مع أميركا بعد أن ماتت مبادرة عُمان بموت " قابوسها " كلها مؤشرات على خسارة إيران في العراق المنقسم و المتأزم و الغير قادر على شيء وما موقف "الحكومة الشيعية" و "البرلمان الشيعي" من الوجود الأميركي إلاّ شهادة حيّة على ضعف العراق المتعدّد الهويات و الإنتماءات وهذا ما أفضى إلى سقوط الدولة لصالح ميليشيات الفساد .
تقول هذه المصادر التي نأمل أن تكون مجرد كوابيس لا أكثر أن إيران ستخرج من العراق لتعلّق العراقيين بالمصالح الأميركية و لقدرة أميركا على إيران لا العكس و من سُنن الدول الوقوف مع الأقوياء لا مع الضعفاء .