أظهرت دراسة صدرت في كانون الأول 2019 في «European Journal of Preventive Cardiology» وجود رابط حقيقي جداً بين صحّة الفم وصحّة القلب. وإذا كانت هذه النتيجة مُفاجئة لكم، إلّا أنّها في الواقع تدعم دراسات كثيرة سابقة توصّلت إلى علاقة مماثلة، لكنّ هذه الأخيرة قد قدّمت خطوة أخرى إلى الأمام.
وفي التفاصيل، فقد تتبّع العلماء 161,286 رجلاً وامرأة من كوريا، الذين لم يكن لديهم تاريخ سابق لأنواع معيّنة من أمراض القلب، لأكثر من 10 سنوات. وقد تمّ تسجيل عادات تنظيف أسنانهم وزياراتهم إلى طبيب الأسنان، جنباً إلى تعديل عوامل أخرى قد تؤثر في النتائج الصحّية، مثل إحتساء الكحول، والتدخين، والعادات المرتبطة بالرياضة.
وقد كشفت النتائج، أنّ نظافة الفم الأفضل، أي استشارة الطبيب بانتظام أكبر لإجراء التنظيفات اللازمة جنباً إلى تحسين عادات تنظيف الأسنان في المنزل، ارتبطت بوضوح بانخفاض مخاطر الإصابة بكل من قصور القلب والرجفان الأذيني، الذي يُعتبر النوع الأكثر شيوعاً لعدم انتظام ضربات القلب، حيث أنّ هذا الأخير قد ينبض بسرعة أكثر من الطبيعي.
ومع ذلك، وفي حين أنّ الأبحاث السابقة قد بيّنت أنّ تنظيف الأسنان مرّتين في اليوم قد يكون كافياً لخفض خطر أمراض القلب، إلّا أنّ باحثي الدراسة الحديثة قالوا إنّ القيام بهذه المهمّة بوتيرة أكبر قد يكون له تأثير أكثر أهمّية، بحيث أنّ تنظيف الأسنان 3 مرّات يومياً ارتبط بانخفاض احتمال قصور القلب بنسبة 12 في المئة، وتقليص خطر الرجفان الأذيني بنسبة 10 في المئة.
وفي حين أنّ هذه الدراسة هي حتماً ليست دليلاً قاطعاً على أنّ تنظيف الأسنان يقي من أمراض القلب، إلّا أنّها تقترح أنّ صحّة الفم الجيّدة قد يكون لها تأثير إيجابي طويل الأجل على صحّة القلب.
لكن لِمَ الرابط بين الفم والقلب؟ في الحقيقة، لا إجابة أكيدة مئة في المئة حتى الساعة، كما أنّ العلماء الذين أجروا آخر دراسة اعترفوا أيضاً أنهم غير أكيدين من السبب. إلّا أنّ لديهم نظرية مفادها أنّ طرد البكتيريا من الفم قد يعوق انتقالها إلى مجرى الدم ومن ثمّ إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ووفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنّ أمراض القلب هي السبب الرئيس لوفاة كل من الرجال والنساء في الولايات المتحدة. وبالتالي فإنّ أي عادة صغيرة قد تخفض هذا الخطر، خصوصاً كشيء بسيط مثل تنظيف الأسنان بوتيرة أكبر، تستحق الأخذ في الاعتبار. فمن خلال تنظيف الأسنان 3 مرات في اليوم، يمكن حتماً تحسين صحّة الفم، جنباً إلى احتمال تعزيز صحّة القلب أيضاً.
التقنية الصحيحة لتنظيف الأسنان
تنظيف الأسنان بطريقة صحيحة مهمّ بقدر عدد مرّات القيام بذلك خلال اليوم. وصحيح أنّ الطبيب هو المرجع الأهمّ لطرح عليه أي سؤال إزاء سُبل الحفاظ على صحّة الأسنان واللثة، لكن لا بدّ من الاطّلاع أيضاً على نصائح «American Dental Association» التالية:
- استخدام فرشاة ذات شُعيرات ناعمة، والحرص على وضعها بزاوية 45 درجة على اللثة.
- التأكّد من تنظيف كل أسطح الأسنان، سواء كانت خارجية أو داخلية أو تلك الخاصة بالمضغ.
- تنظيف الأسنان لمدة لا تقلّ عن الدقيقتين في كل مرّة، والاستعانة بجهاز ضبط الوقت إذا لزم الأمر.
- عدم تنظيف الأسنان بقوّة شديدة، لأنّ ذلك قد يُلحق الضرر باللثة. المطلوب ببساطة القيام بحركات لطيفة ودائرية وصعوداً وهبوطاً لتدليك بهدوء الأسنان وخط اللثة.
- تغيير فرشاة الأسنان بانتظام، أي شراء واحدة جديدة كل 3 إلى 4 أشهر.
- إستعمال خيط الأسنان يومياً.