إنهم غير صالحين لشيء على الإطلاق لا لعن و لا سب لمن أتى بهم أو جاء بهم راكبين على حمار الشعب رغم قسوة العقوبة إذ من الصعب أن تسكت على الإستحمار أو أن تقفل فمك خوفاً من بطش اللصوص المحيطين بالآمرين و الناهين من جهابذة الجلاوزة الممعنين في إستحمار الناس لا في إستغبائهم فقط و تبدو ذرية النيابة أولى عمليات الإستحمار إذ جاؤوا بفتية لهم لا أسماء ولا صور بل مجرد رضع من أثداء السلطة ولا يشبعون فأبوهم الحزب و الزعيم علمهم مص حلمة السلطة دون إشباع وهم في الأصل من الجياع .
إسمع... إجتمعت كتلة الطاولة غير المستديرة و ناقشت ما يجري في اليمن و ما جرى في العراق و ما يحدث في سورية و لعنت اللعين ابن اللعين ترمب ووهنته و قصمت ظهره و جعلت أميركا تجرّ أذيال هزائمها و فرضت عليها الحصار تلو الحصار حتى باتت بلا حكومة و بلا ماء و بلا كهرباء و بلا مازوت و بلا غاز واستبدلت أرجلها بدلاّ من السيارات لأزمة في البنزين وبات سعر الدولار بربع فرنك سوري و اجتاحتها موجات من البطالة و هبط مستوى التعليم و بدأ الشعب الأميركي اللجوء الى إيران و العراق و سورية و لبنان و قطر م و الصين و روسيا و "الماو ماو" هرباً من سقوطه القسري .
قالت الكتلة المجتمعة بعد أن نعت الولايات المتحدة أو الشيطان الأكبر بالرجم المميت أن على المعنيين تشكيل الحكومة بأسرع الأوقات و أن على المعنيين تأمين احتياجات الناس و أن على المعنيين توفير الدواء و الماء و الكهرباء و الوظيفة و الشروع فوراً بالمطلوب و إلاّ ستحاسب محاسبة الرعد و لن تتهاون في فتح ملفات أو ملفات .
أنهت الكتلة بعد أن شربت و أكلت واستدفأت و تقاسمت خدمات النيابة اجتماعها الطارىء بقراءة سورة الفاتحة عن روح الوضع في لبنان و عن أرواح اللبنانيين و وعدت إن كان موسم الخطابة مثمراً بتوزبع البيانات على الجميع كي يتفقهوا في أحكام الصوم للتغلب على عوزهم وجوعهم و أمراضهم و من مات و لم تسعفه و صفة نواب الحزب أو الطائفة مات شهيداً و زفته الملائكة إلى أعلى عليين .
لقد رحمنا الله بنواب لا نراهم لأنهم يمشون في الظلال ولا يستحسنون الشموس مخافة أن تضيع أجورهم و تذهب سدى و حسرات أعمالهم و أفعالهم وهم يكفكفون دموع اليتامى و الأيامى و يوزعون ما كان يوزعه زين العابدين زاهد أهل البيت على بيوت الفقراء .
لقد منّا الله علينا بثلة عظيمة و بنسخة سنخسرها لولا وعد العلم بالإستنساخ .. نعم سنستنسخهم واحداً تلو واحد حتى لا نضيع بعدهم و تذهب معهم خيرات البلاد و العباد و تعود أميركا الخبيثة بسمومها لتفتك بنا فتأخذ منا المعامل و المصانع و الشركات العملاقة و الثروات الهائلة و الدولة المترامية الخيرات و ما بنته كتلة النيابة المظفرة من صروح و هياكل فتنت الشرق و الغرب و أقعدتهما متأملان لأبراجنا العالية و يدقان الصدور على خيبتهما و بؤسهما .
نشكر آلهتنا التي إختارت لنا ما يصلح أمورنا من ديننا و دنيانا نعم الكتلة الكتلة الملتحية التي تصوم عن الكلام في المازوت و البنزين و البطاطا و البصل و الفجل و الكزيرة و الليرة و الطرقات و الخدمات و الوظائف و ما يقبل عليه الهامون بحلمات الدنيا و الغير المتعففين عن ما تعفف عنه نواب البركة اذ لا يقبضون الرواتب المليونية ولا يسكنون إلا الأكواخ ولا يستضيؤن إلاّ بنور الله فلا يعرفون الكهرباء ولا ما هو متعلق بحطام هذه الدنيا فلا ولد مترف ولا عائلة مسرفة بل جماعات الرحمان يمشون على الأرض هوناً .