لقد قامت امريكا و منذ نشأتها بحروب عدة وتحت ذرائع ومسميات و عناوين وحجج واهية كثيرة واحتلت دولاً وعواصم عربية وغربية ولازالت حتى يومنا هذا جاثمة على أراضي تلك الدول وممسكة بنواصيها وعواصمها ولا تحتاج الى كثير من الشواهد والدلائل فهي واضحة للعيان . حيث تقيم قواعدها العسكرية وتعزز من وجودها وحضورها في أغلب بلادنا العربية والاسلامية بحجة حماية مصالحها ودفاعاً عن أمنها من خارج أراضيها . ولا يخفى على المراقب و المتتبع أن ما من نار تشتعل أو فتنة تحدث ودمار وخراب يحصل في العالم إلا وتجد أصابع وبصمات أمريكا وإسرائيل فيها اليد الطولى وراءها .وهذا ما كلف أثماناً بشرية ومادية باهضة من القتلى والجرحى و المعوّقيّن بلغ تعدادها بالملايين ناهيك عن حجم الخسائر المادية والاقتصادية التي بلغت المئات من المليارات . وما الربيع العربي " المدعى " وبعض الثورات العربية التي حدثت وتحدث في عالمنا العربي والاسلامي بالوكالة إلا ستمراراً للعدوان والهيمنة والتسلط ونهب وسرقة خيراتنا ومقدراتنا وثرواتنا من النفط والغاز وبالتالي كسر إقتصادنا الذي يشكل القوة الحقيقية والعمود الفقري لنهوض وإنعاش شعوبنا وأمتنا .هذه الثورات التي أرادت الاصلاح والتغيير والديمقراطية والسلمية سرعان من انقلبت على شعاراتها ويللاسف وسمحت لنفسها بالتدخل الاجنبي وبات هذا الاخير هو الذي يُدير المعركة عسكرياً وتفاوضياً يحدد ويملي الشروط على خصمه بحسب ما تنسجم ومصلحته لا بحسب مصلحة أصحا ب الثورة . وإذا أردنا ان نحسن النية لقد أصبح الثوار اداةً من حيث يشعرون او لا يشعرون بيد الخارج من أجل تحقيق أجندات خارجية إستراتيجية بعيدة كل البعد عن مصلحة الثوار المحلية والوطنية والتي من أجلها يقاتلون ويُقتلون .قائلين لهم " لكم الثورة ولنا الثروة " ليتضح الامر وينجلي الغبار أن الذين يدعمونهم بالمال والسلاح وغيرهما من أنواع الدعم والمساعدة على اختلاف أنواعها وأشكالها ليس إلا مؤامرة كبرى أُريد لهم الزج في أتونها ليكونوا وقوداً وحطباً لتسعير نارها .وبالتالي قإن امريكا وحلفاءها بالتأكيد لا يعنيهم إصلاح أوتغيير أو ستقرار أو ديمقراطية لشعوب منطقتنا العربية والاسلامية وإنما عيونهم شاخصة دائماً نحو الاستيلاء على النفط والغاز وغيرهما من الثروات والمعادن .نعم هي أمريكا التي تزعم أنها تريد أن تُقيم الديمقراطية ولكن " أين " طبعاً ليس على ظهر المريخ وإنما على اشلائنا ودمائنا وجماجمنا واّلامنا ومعاناتنا .

بقلم الشيخ محمد حسني حجازي