وصفت افتتاحية غارديان رد طهران الفوري على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بأنه كان "مدروسا بعناية ومن غير المرجح أيضا أن يؤدي إلى نهاية الأزمة مع الولايات المتحدة".
وقالت الصحيفة إن الارتياح من تصرف إيران له أهميته، ولكن أي ثأر محدود ضد الولايات المتحدة لمقتل سليماني هو غريزة مفهومة وجديرة، وقد تزداد الأمور سوءا فيما بعد. ومع ذلك لا يمكن الشعور بالرضا لأن المخاطر توقفت لفترة قصيرة ولم تُتجنب. وأضافت أنه في الوقت الذي قال فيه ترامب أمس إن إيران "تبدو وكأنها تراجعت"، لا يتوقع أن نعرف التأثير الحقيقي للقتل لأشهر وربما لسنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن غارات إيران على القواعد العراقية التي بها قوات أميركية، كانت أول هجوم مباشر على الأميركيين منذ الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران عام 1979، وأول هجوم مباشر على قاعدة أميركية، واعتبرته استعراضا جريئا ورمزيا.
وبالنظر إلى أن إيران لا تستطيع -كما علقت الصحيفة- تحمل حرب طاحنة، فقد بدت غارات صباح الأربعاء رد فعل معقولا، لكنها بالكاد كانت "الانتقام الشديد" الذي تعهدت به، وقالت إن هذه الغارات كما وصفها المرشد العام آية الله علي خامنئي صفعة في وجه أميركا لا يمكن أن تعوض عن اغتيال سليماني وأن "المهم هو إنهاء الوجود الأميركي".
وأضافت الصحيفة أنه سواء كان الانسحاب الأميركي وشيكا أم لا، فإن أحداث الأسبوع الماضي جعلته أمرا محسوما تقريبا. وقد يكون هذا كافيا لتهدئة كبرياء إيران المتضررة، مما يسمح لها بالقول إنها -كما أراد سليماني منذ فترة طويلة- طردت الولايات المتحدة التي ستترك العراق دون الحصول على شيء ولا حتى ورقة تين تعكس ما أنجزته من غزوها الكارثي للعراق عام 2003.
لكن الهجمات الصاروخية ستتيح لإيران أيضا العودة إلى أسلوبها المفضل المتمثل في "سياسة الإنكار الأقرب إلى التصديق والاعتماد على الوكلاء والهجمات الإلكترونية والإرهاب".
اعلان
ويمكن أن نرى هجمات على أفراد الجيش الأميركي والمدنيين في المنطقة وعلى البنية التحتية النفطية للشركاء الإقليميين وهجمات ضد إسرائيل من سوريا. ويمكن الشعور بالأصداء في أفغانستان، وقد يُستهدف الأميركيون في أماكن أبعد من ذلك بكثير.