الانتقال الدراماتيكي للمنطقة بعد اغتيال قاسم سليماني ورفاقه في العراق فتح الباب لسيناريوهات واحتمالات متعددة ووضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة في لحظة ينتظر الجميع ما يمكن أن يحصل مع أعلى درجات الاستنفار الأمني والسياسي.
في لبنان ليس ثمة جدية في التعامل مع هذه الاحداث المتسارعة ولم تتخذ الإدارة السياسية أي إجراءات أو مواقف تتناسب ومستوى التحديات والخطيرة التي تشهدها المنطقة الذاهبة إلى حرب شاملة حسب التقديرات الأخيرة.
وبغياب القرار السياسي اللبناني الرسمي خرج اليوم الأمين العام لحزب الله في خطاب له في حفل تأبين قاسم سليماني ليحدد وحده الخيارات اللبنانية في التعامل مع الاحداث وذهب بعيدا في خياراته ليعتبر سليماني ورفاقه شهداء المحور وشهداء لبنان متجاهلا إرادة شرائح لبنانية أخرى وآرائها ومواقفها لا سيما المتعلق منها بالنأي بالنفس والتي ترفض ان يكون لبنان محورا من محاور الصراع الدائر في المنطقة والرافضة أيضا زج لبنان في الصراع القائم اليوم الذي نشاهد الآن أولى تباشيره.
لا نريد الدخول في نقاشات لا طائل منها حول الفعل الأميركي في العراق وعمليته العسكرية ضد إيران في العراق ولا نريد الدخول في نقاش مع من يجب أن نكون أو لا نكون إنما ما نريده نحن كلبنانيين أن يكون الصراع الايراني الاميركي بمنأى عنا كشعب وكدولة وكمؤسسات وأن لا نكون ساحة لتصفية الحسابات، وأن لا نكون أدوات في صراع لا يخدم مصالحنا واولوياتنا من قريب أو بعيد وبالتالي فإن مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد مقتل سليماني هي توريط للبنان والسلطة اللبنانية والحكومة اللبنانية الأمر الذي يستدعي وفورا موقفا لبنانيا رسميا وقرار لبنانيا رسميا واضحا يجنب لبنان تداعيات ما يمكن أن يحصل من جنون الحرب التي لن تبقي ولن تذر .
إن المطلوب اليوم قبل الغد إعلان التشكيلة الحكومية المنتظرة والذهاب إلى تحديد المواقف الرسمية مما يحصل إقليميا ودوليا والتعاطي مع الاحداث بمسؤولية وطنية بحتة بعيدا عن أي اصطفاف لا يخدم المصالح اللبنانية كما أن المطلوب ولحين إعلان الحكومة الجديدة أن تبادر حكومة تصريف الأعمال للقيام بواجباتها تجاه هذه التحديات ووضع حد للنوايا المبيتة بتوريط لبنان في الصراع الدائر وربما الحرب.