أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال جنازة المثلَّث الرَّحمة المطران شكرالله حرب أنه "عرف النُّفوسَ التي خدَمَها طيلة اثنتين وثلاثين سنةً في أبرشيَّة جونيه، المعروفة سابقًا بأبرشيَّة بعلبك، قبل التَّقسيات الكنسيَّة. عرفَ خرافه عن قربٍ وشمَلَها بمحبَّته الرَّعويَّة، متعاونًا مع الكهنة والرُّهبان والرَّاهبات والمجالس واللِّجان والأخويَّات والمنظَّمات الرَّسوليَّة".
وأشار الراعي الى أنه "لقد فُطِر الراحل حرب على المحبَّة الرَّعويَّة مِن مَثَل والده الكاهن، الخوري بطرس حرب، إبن تنُّورين العزيزة، الذي كان يَخدُم رعيَّة اليمُّونة، وفيها وُلدَ المطران شكرالله في الخامس من أيَّار 1923. وتربَّى على الإيمان والصَّلاة إلى جانب شقيقٍ وثلاث شقيقات نسَجَ معهم ومع عائلاتهم أمتنَ روابط المودَّة الأخويَّة، وقد سبَقُوه جميعهم إلى بيت الآب،
دخَلَ المدرسة الإكليريكيَّة بفرَحٍ وَحماسٍ. وأنهى دروسه الفلسفيَّة واللَّاهوتيَّة في جامعة القدِّيس يوسف. وارتسَمَ كاهنًا في كنيستها في 14 أيَّار 1949. وبفَضلِ ما تميَّزَ به من نباهةٍ وفضائل كهنوتيَّةٍ، وما أظهَرَ من غَيرةٍ في الخدمة الرَّاعويَّة في بيروت، وفي التَّعليم في إكليريكيَّة مار عبدا هرهريا – جديدة غزير، أرسَلَتهُ السُّلطة الكنسيَّة لمتابعة دروسه العُليا. فقصَدَ باريس أوَّلاً حيث نال إجازةً في الحقّ القانونيّ والعلوم السِّياسيَّة من المعهد الكاثوليكيّ، ثمَّ انتقل إلى روما حيث نال شهادة الدُّكتورا في الحقّ القانونيّ والمدنيّ وشهادة الدُّروس في محكمة الرُّوتا الرُّومانيَّة. وكان في كلِّ ذلك يسمو في الفضيلة وطيبة الأخلاق وحُبِ العطاء".
وشدد على أنه "لقد عمِلَ كأسقفٍ في الأبرشيَّة مدَّة اثنتين وثلاثين سنةً بمحبَّةٍ وهمَّةٍ ونشاطٍ. فأَولى الكهنة والإكليريكيِّين عنايةً خاصَّةً. ووجَّهَ لجان الأوقاف، وبَنَى معهم ومع أبناء الرَّعايا العديد من الكنائس الجديدة والقاعات الرَّعائيَّة، ونشَّطَ الأخويَّات والمنظَّمات الرَّسوليَّة. وعلى الصَّعيد العُمرانيّ، جدَّدَ كرسيّ المطرانيَّة في عرمون بإضافةٍ جناحٍ للأسقف، وأسَّسَ ثانويَّة مار يوحنَّا في العقيبة، وبَنَى كرسيَّ المطرانيَّة هنا في أدما بكامل هيكليَّته، إلى أن أنجَزَ البنيان بكلِّ أجزائهِ سيادةُ أخينا المطران أنطوان نبيل العنداري. وترَكَ مقالاتٍ وكتيِّباتٍ في القضاء الكنسيّ وحياة الكاهن وتجدُّده الرُّوحيّ".