أدخلت عطلة الأعياد البلاد في إجازة ، فانخفضت وتيرة حركة الاتصالات والمشاورات على مستوى الملفات الشائكة ولا سيما منها الملفان الانتخابي و الحكومي، على ان تتجدد يوم الثلاثاء المقبل الذي تبدأ معه مرحلة العد العكسي لانتهاء المهلة الاخيرة المسموح بها في شان قانون الانتخاب ، قبل حلول الخامس عشر من الجاري موعد الجلسة النيابية التي ستحسم مازق الاستحقاق الانتخابي ككل ...
غير ان جولة المطران بولس مطر موفدا من البطريرك الماروني الكردينال مار بشارا بطرس الراعي على رئيس مجلس النواب نبيه بري و رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط هي التي خرقت هذه الوتيرة خصوصا و انها ركزت على الحث على التوصل الى قانون انتخاب توافقي ينصف جميع الأطراف وفق ما نقلت أوساط متابعة ، مشيرة الى ان جولة مطر تهدف أيضاً الى تلمس نقاط تلاقي معينة حول قانون الانتخاب ، يمكن ان  تشكل أرضية ما تلاقي اي توافق مسيحي محتمل في اجتماع القيادات المسيحية في بكركي المقرر بعد عودة البطريرك الماروني من جولته في أميركا اللاتينية ...
و كان لافتا في هذا الإطار الاتصال الذي أجراه رئيس تكتل التغيير و الاصلاح ميشال عون برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع و الذي قالت قناة ال"او تي في" انه قد يشكل بداية لتوافق أوسع على المستوى المسيحي ...
و من معضلة قانون الانتخاب الى معضلة تأليف الحكومة حيث لم تحمل الساعات الماضية الا الموقف إياه  لرئيس الحكومة المكلف تمام سلام والذي تسربه أوساطه يوميا للصحف من انه لا يريد ثلثا معطلا لاحد ..لا لفريق ال ٨ او ١٤ آذار و انه هو الضمانة لجميع الفرقاء ، مصرا في الوقت عينه على عدم الربط بين عملية التأليف و عملية انجاز قانون الانتخاب ..
كون الاخير على الأرجح سيأخذ وقتا و بالتالي لا يمكن ان تبقى البلاد بلا حكومة مدة طويلة ...
واذا كان الداخل اللبناني على حاله من شد حبال بين القوى الفاعلة .. ففي الخارج تتسلط الأضواء على الوضع اللبناني من خلال الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للفاتيكان والتي وان أتت تحت عنوان تهنئة البابا فرانسيس الاول ... الا انها حملت في العمق من مضامين تشير الى القلق والتخوف الكبير من دقة المرحلة التي يعيشها لبنان في هذه الآونة  ،  فالبابا عبر بوضوح عن قلقه الشديد من تزايد اعداد النازحين السوريين الى لبنان والدول المجاورة ، متمنيا على المجتمع الدولي زيادة مساعداته لمواجهة هذه المسالة ، في حين ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفي ظل الخروقات الاسرائيلية المتكررة في الايام الاخيرة للأجواء اللبنانية  ،  ندد باستمرار سياسة التهديد التي يتبعها مسؤولو العدو ضد لبنان  والتي تشكل خرقا واضحا للقرار ١٧٠١ ومحاولة لزعزعة استقرار لبنان  ،  واضعا هذه الممارسات برسم الدول الكبرى ومجلس الأمن الدولي ومطالبا المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها و الالتزام الفعلي بالقرار ١٧٠١ و وقف سياسة الترهيب.