مثلنا مع أحزاب السلطة هذه الايام، كمثل ذلك الشخص من قرية نائية بإحدى البلدان العربية، صودف أنه انتخب كرئيس بلدية لقريته، وصودف أيضا أن عائلة هذا المنتخب الجديد هي آل "الجحش" التي تشكل العائلة الاكبر في تلك القرية وكان إسمه " نبيل الجحش"
وبعد فوزه وقبل تسليمه ختم البلدية الرسمي، تمنت عليه السلطات أن يعمل على تغيير إسمه بحيث يتناسب مع موقعه الرسمي الجديد، إذ من غير المناسب أن تنقل وسائل الاعلام مثلا خبر يقول بأن المحافظ الفلاني استقبل رئيس البلدية "نبيل الجحش" !
غاب صاحبنا لأيام معدودة، ومن ثم رجع إلى المعنيين حاملا معه بشارة تغيير إسمه وتبديله بعد طول معاناة ومتابعة في كل الدوائر المختصة وما ترافق ذلك من مشقة وتعب وملاحقة هذا فضلا عن الواسطات والمحسوبيات التي راجعها من أجل الوصول الى النتيجة المرجوة،
إلا أن المفاجأة الصدمة التي أصابت المعنيين، كانت عند بروز سجلاته الجديدة ليجدوا أن كل ما فعله هو تغيير اسمه من "نبيل الجحش" ليصبح "فواد الجحش"، معتبرا أن العيب أو الخطأ هو ب "نبيل" وليس ب "الجحش"
وهذا تماما ما يحصل في عملية تشكيل الحكومة، فالكل أجمع أن المشكلة والمصيبة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من انهيار اقتصادي هي السياسات المتبعة من أحزاب السلطة على مدى عقود ووصلت إلى ذروة المحاصصة والفساد في الفترة الاخيرة وتحديدا في هذا العهد وطريقة "معالجته" للامور حتى وصلنا الى ما نحن عليه !
وكانت المطالبة العارمة من معظم الناس هي بتشكيل حكومة انقاذية من مستقلين تكنوقراط، الهدف منها إبعاد كل الاحزاب السياسية المسببة للازمة عن السلطة لفترة معينة، علّ هذه الحكومة الجديدة تساهم بجلجلة الازمة والخروج من المأزق
لنتفاجأ بأن الاكثرية الحاكمة هي التي سمّت رئيسا مكلفا تابعا لها، وهي التي تعمل على تشكيل الحكومة من أسماء تقول هي عنها انها "تكنوقراط " تابعة لها !!!! وكأن المشكلة هي مشكلة "نبيل" وليست مشكلة آل "الجحش" !!