أكد النائب البطريركي على جبّة بشري المطران جوزاف نفاع، انه يتم "احياء هذه السنة عيد الميلاد وفي القلب غصّة وفي العيون قلق، حتّى أنّ الزينة الخجولة تنثر حولنا ظلالاً ثقيلةً، سرقت منّا البهجة"، مشيراً الى ان "هذا الحال المرّ ليس غريبًا عن تاريخ خلاصنا، إذ عندما ولد المسيح في بيت لحم، كان شعب إسرائيل يرزح تحت ظروف صعبة جدًا، والبلد محتلّ من قبل الرومان الذين يفرضون ضرائب لا تطاق على كاهل الفقراء، كما أنّ حكّامهم ما كانوا يهتمّون بأمور العباد، فاستشرى الفساد وساد الظالم والمرتشي، وما عاد للمسكين من سند سوى أن يرفع يديه صوب ربّ السماء طالبًا من الجبّار القويّ الفرج والمساعدة".
وخلال قداس إحتفالي بمناسبة عيد الميلاد المجيد، اعتبر نفاع ان "عيد الميلاد يعنينا هذه السنة أكثر من أي وقت آخر، ونحن اليوم الشعب السالك في الظلمة وعيد الميلاد يجب أن يجعلنا نبصر نورًا عظيمًا نجدّد به إيماننا واتكالنا على الربّ خالقنا ومخلّصنا، الذي يعتني بنا ليل نهار، وهذه الأزمة التي نمرّ بها، يمكن أن تكون لنا فرصةً ذهبيّةً تعلّمنا درسًا جوهريًّا لحياتنا"، لافتاً الى انه "لطالما انصبّ اهتمامنا في السنوات الماضية على الزينة والبهرجات الخارجيّة، وكثيرًا ما أغفلنا صاحب العيد وتركناه على الأبواب، وهذه المحنة هي فرصة لنا أن ننتزح إلى العمق"، مشدداً على أن "بوادر الميلاد الحقيقيّ لاحت في أفق البلاد منذ حواليّ الشهرين، ولا يمكننا أن نغفل كيف جمعت المحنة أبناء الوطن من كلّ أطيافه وانتماءاته ليقف وقفة رجل واحد مطالبين برفع الظلم ونبذ الفساد وإعادة المسروق، ووقوف الشعب اللبنانيّ بكافة انتماءاته حول مشروع واحد، وهو مشروع إعادة بناء وطن سوف يجعل من كلّ واحد منّا حجرًا في بناء مغارة الميلاد الحقيقيّ"، موضحاً ان "أهمّ ما قدّمه التحرّك في الشارع، أنّه نادى بالوطن فردّ عليه الطرف الآخر بأنّه هو من ينادي بالوطن، ونجح التحرّك حيث اصبح الجميع يتبارى فعليَّا من أجل الوطن، وليس من أجل أمر آخر، وبحركة أسرع من السابق".