من قدرته على إجراء اللقاءات الصحافية، فقد دار الحديث مؤخرًا عن بعض الوجوه الفنية التي فضلت عدم الظهور بمقابلات إعلامية، واكتفت بدورها الغنائي أو التمثيلي، وهذا مادفعنا للحديث عن عمرو دياب، حسبما نشر موقع "فوشيا".
ففي سجله الإعلامي، لا يمتلك دياب الكثير من المقابلات التلفزيونية، حتى في بداياته كان ظهوره خجلاً وبالكاد يستطيع فيه التفاعل مع المذيعين، وعن أسباب ذلك، أرجأ الكثيرون إلى كون عمرو لا يحب إطلاع جمهوره على تفاصيله الشخصية التي يحاول الإعلام كشفها، كما لا يرى بضرورة أن يكون له سجل حافل بالمقابلات، وبالمقابل يشكك آخرون بأسباب اختياره لهذا الإنزواء لعدة أسباب منها: عدم قدرته كفاية على الدخول في حوارات مفتوحة، والتي من شأنها أن تعكس صورة سلبية في حال أقحم نفسه فيها، ولم يؤد بشكل جيد.
الهضبة استمر في الهروب من وسائل الإعلام طيلة السنوات الفائتة التي صنع فيها مجده في الوسط الفني، بينما أبقى على قرينه الإعلامي خالي الوفاق و اليدين، رغم ملاحقة وسائل الإعلام له وتقديم الكثير من الدعوات للظهور بوسائل إعلام مختلفة، دون أن يلبي أي منها.
ولمّا أتاحت مواقع التواصل الإجتماعي فرصة الظهور إلى الجمهور مباشرة، بعيدًا عن الأجواء الإحتفالية، قرر دياب استخداها لعرض صوره الفوتوغرافية ومقاطعه الغنائية التي يشاركها من حفلاته المختلفة، ولم يستنّ بأقرانه من الفنانين ممن استغلوا اداة التواصل الإجتماعي لكسب المزيد من الجماهيرية.
كثيرون يؤكدون أن ابتعاد دياب عن الإعلام ما هو إلا وسيلة لجعل جمهوره أكثر اهتمامًا بمعرفة المزيد عنه وعن أعماله وحتى حياته الخاصة، بين زواج وطلاق وأولاد.
ونجد أن التيار الفني من حيث ظهور الفنانين بواسائل الإعلام يمشي عكس الهضبة، فلا يخفى على أحد أن البقاء حاضر في ذاكرة الجماهير تحتاج لحضور معنوي وحسي للفنان بين جماهيره، حتى أن البعض يثير الجدل بين الفينة والأخرى ليُبقى على حضوره دون تراجع، وإذا ما أردنا أن نطبق ذلك على مستوى عمرو دياب، فإنه بلا شك كان وما زال يشكّل حضورًا معنويًا وروحيًا كبيرًا بين جماهير العالم العربي. وعلى صعيد الحضور الحسي فلا نجد ظهورًا واحدًا على الأقل يشفى غليل الحوار والمحاور والمشاهدين مجتمعين.