أعربت مصادر معنية بالملف الحكومي عن تخوفها من انّ تأليف حكومة لون واحد قد يشكّل مقتلاً لها اذا تقرّر السير في هذا الاتجاه.
ولفتت المصادر لـ"الجمهورية" إلى ان "كل العالم من واشنطن الى اوروبا الى الدول العربية يراقب الوضع الحكومي، وسيعلن حكمه على لبنان تبعاً لشكل الحكومة التي سيتم تشكيلها، وهو ما تجلّى بوضوح في رسائل الخارجية الفرنسية ورسائل مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفد هيل. وبالتالي، فإنّ الذهاب الى حكومة لون واحد من الثلاثي: حركة "أمل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، قد يأتي الحكم عليها قاسياً، بحيث لن تتهم بأنها «حكومة 8 آذار» فقط، بل سيلصق بها اتهام أخطر بأنها "حكومة حزب الله". وهذا معناه أنه بدل ان تحلّ هذه الحكومة الأزمة ستزيدها عمقاً، وتقفل بالتالي أيّ باب لمساعدات خارجية محتملة للبنان".
ولفتت المصادر الى انّ "مصلحة لبنان في هذه المرحلة ليست بتشكيل حكومة من الاطراف الثلاثة، وفق المحاصصة السابقة ومحاولة تغليفها بدور سياسي أقل ممّا كانت عليه الحكومة السابقة، عبر استبدال أسماء تابعة لهذا الحزب او ذاك بأسماء اخرى، وليست بالذهاب الى حكومة اختصاصيين مستقلين، فهذه الحكومة ليست واقعية، بل انّ مصلحة لبنان بالذهاب الى حكومة اختصاصيين بكل ما يحمله هذا الوصف من معنى، من شأنها أن تشكّل من جهة جاذباً للقوى السياسية الاخرى المعترضة على التكليف لأن تشارك فيها، ومن جهة ثانية رسالة تطمين الى الداخل، ورسالة جدية ومصداقية الى الخارج تفتح على لبنان باب المساعدات الدولية الموعودة".