منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية، لم تختلط الأوراق في لبنان كما اختلطت بعد تكليف الدكتور حسّان دياب بتشكيل الحكومة ،لم تتأخر وسائل الإعلام الغربية في اعتبار حسان دياب، مرشحاً لـ حزب الله. ذلك أن الحساب الرقمي ، يستنتج بأن 69 نائباً يُمثلون القوى الحليفة لـ حزب الله والتيار الوطني الحر، أو ما يُصطلح عليه بـمحور المقاومة والممانعة، جاؤوا بدياب رئيساً لحكومة تتحدى الخارج والداخل على حد سواء.
هذا الامر يؤدي حتماً لاعتبار هذه الحكومة تُمثل الممانعة وخطها السياسي، وهذا وحده كاف للبت في انعدام فرص سلة الدعم الخارجي لإنقاذ الوضع المالي في لبنان.
ولكن القصة لا تنتهي هنا، يبدو أن هناك مؤشرات إلى تسارع الأزمة المالية والاقتصادية في المرحلة المقبلة. ما أبرز مخاوف المستثمرين في الوقت الذي يصارع فيه لبنان شحاً في النقد الأجنبي ودَيناً عاماً ضخماً و عدم ثبات سعر صرف للعملة الوطنية .
ويتزامن ذلك مع تأكيد وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز تصنيف لبنان عند سي/سي سي سي مع توقعات ونظرة سلبية لاقتصاد البلاد.
وذكرت الوكالة أن لبنان قد يواجه في نهاية المطاف خيارات سياسية صعبة فيما يتعلق بالأنظمة النقدية والمصرفية في المستقبل. ولفتت الى إن مخاطر طول أمد الفراغ السياسي تزيد الغموض بشأن السياسات، مشيرة الى أن نظام تقاسم السلطة القائم على الدين في لبنان يمكن أن يؤخر أي حل سياسي بشأن تشكيل الحكومة. وأشارت ستاندرد أند بورز، إلى أن الإصلاحات المحتملة ربما لا تكفي لإيجاد حل جذري للضغوط المالية والاقتصادية الكبيرة.
هذا من جهة ومن جهة ثانية ، كان لزيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية، للشؤون السياسية ديفيد هيل الى بيروت وقعها الخاص، وإن كان على جدول أعماله ملفات أخرى تتعدّى الحكومة إلى قضايا النفط والغاز، ولكن تزامن تواجد هيل في لبنان مع التكليف حتّم حضور الملف الحكومي.وفي هذا السياق، أشارت أوساط مطلعة الى ان هيل كان واضحاً بأن الحكومة المقبلة يجب أن تقوم بإصلاحات وإجراءات أساسية؛ والولايات المتحدة الأميركية ستبني موقفها منها على هذا الأساس، على قاعدة اننا سنرى الحكومة المقبلة ولا يعنينا من تسمّون إنما ماذا ستفعل هذه الحكومة.
إقرأ أيضًا: الانتفاضة ترد على التكليف بالتصعيد
وبالتالي رأت الأوساط أن الذهاب نحو حكومة اللون الواحد حتى ولو غُلّفت بثوب التكنوقراط سيؤدي الى تصادم كبير مع المجتمع الدولي.
يخطو دياب خطواته نحو التأليف من دون اي غطاء من طائفته، متكئا على الغطاء المسيحي الشيعي واقلية نيابية تدور في فلك ثنائي العهد حزب الله. وهذا وحده كفيل، بحسب المصادر، بأن يضع الرئيس المكلف في موقف ضعيف، اسيرا لتنازلات سيُضطر الى تقديمها، بدأت اساسا منذ قبوله التكليف من دون مباركة طائفته اولا والقوى السياسية، بما يمهد له الذهاب الى حكومة ائتلافية.
وعليه تستبعد المصادر السياسية ان يكون مسار التأليف سهلاً، علما ان الانظار الدولية تنحو في هذا الاتجاهلأن المعيار لتصنيف الحكومة في رأي مصادر غربية لن يكون في الشخص المكلف، وانما بحكومته،ومدى توسع نفوذ الحزب فيها.
وللتذكير ان المانيا وضعت حظرا على الحزب الاسبوع المنصرم، ولا تستبعد المصادر الغربية ان ينسحب هذا القرار على دول اوروبية بعدما كان الاتحاد الاوروبي يميز بين الذراعين السياسية والعسكرية.مع كل هذه المعطيات من الواضح تماماً أن البلد أصبح في الهاوية فهل من حبل نجاة يمكن إنقاذ البلد وشعبه فغداً لناظره قريب .