بعد أن ضغط أحدهم على القوات لعدم التصويت للسيد الحريري واستنكف الرجل عن تولي التشكيل وحتى أنه رفض تسمية السيد نواف سلام وبالأمس إعلانه عن مد يده للتعاون مع الرئيس المكلف بدأت تتكشف خيوط صفقة ما يتشارك فيها الداخل بجميع قواه الكبرى مع الخارج يجميع قواه الدولية والإقليمية وعماد هذه الصفقة النفط والنفط فقط وربما التمهيد لبدء التسويات في المنطقة
وبعد
فإن تسمية السيد دياب من قبل الممانعين والإعتراض المهذب لقوى اليمين والتي جزء منها يدري بالصفقة وآخر فوجيء فتقبل لهو أمر مستغرب بل مريب وهو الآت من (محفل) الجامعة الأميركية والذي بحد ذاته مثير للتساؤل تاريخيا فهو أيضا شيء مستعجب وجميعنا يعرف ماذا تعني إدارة هذه الجامعة ويأخذك مباشرة للتفكير يتسوية كبرى قد حصلت خاصة بعدما رأينا وداعة السيد هيل ونعومة تعليقاته على الموضوع والرضا الفرنسي والإقليمي والصمت العربي
ويتضح أيضا كيف وبقدرة قادر قبلت العصابة الحاكمة بعدم المشاركة في الحكومة بأي طريقة وترك الرجل يؤلف حكومة إختصاصيين مستقلين بالكامل حسبما قال بلسانه لهو الأمر الثالث المستهجن
وأيضا للمنزعجين من خروج السيد الحريري من السلطة وبدعة الميثاقية وغيره أحيطكم علما أنه بهذا الإتفاق على ما يبدو ستخرج جميع الأحزاب والتيارات من السلطة التنفيذية ويبقى رمزين في الرئاسة الأولى والثانية وهما موقعين فولكلوريين وليسا منفذين وسقوطهما حتمي بعد فتح الملفات أو بوسيلة قانونية أخرى لذا فقد تساوى الجميع فلا لزوم للبكاء والنحيب خاصة وأن الرئيس المكلف لهذه الحكومة ليس آشوريا
وعلى ما يبدو أيضا فإن الصفقة تعطي السيد دياب مع مجموعته العتيدة صلاحيات برعاية دولية للبدء بالإصلاح والإنقاذ بقدر معين والأكيد أن هذا ليس كرمى لعيون الثوار إنما للولوج إلى الملف النفطي على قدر من النظافة ولعدم انهيار البلد إقتصاديا وهذا ما يؤدي للإنهيار الأمني وهذا ما يتعارض مع مصالحهم المنتظرة في لبنان
من هنا أرى أن ننتظر لنر شكل الحكومة العتيدة وأشخاصها وبيانها وخطتها لنعرف هل تتواءم مع جزء من التطلعات التي ثرنا لأجلها وهي
حكومة تكنوقراط مستقلة
قانون محاسبة الفاسدين واستعادة المال المنهوب وقانون إنتخابي مدني نسبي على مستوى الوطن كله
وهل خطتها كرة ثلج أم بالون منفوخ لحين فالواقعية تقضي بالإعتراف أن ما نريده كله فيما لو تعارض بالإجمال مع الطغمة والخارج لن يتحقق نظرا لموازين القوى فمجموعة الداخل بجميع فرقائها يمكنها لو خسرت كل شيء أن تحرق البلد ومجموعة الخارج يمكنها تجويع البلد.
لهذا أدعو إلى التروي بهدف التمحيص بما سيقدمه السيد دياب بكل تفاصيله وحيثياته وصدقيته وبعدها نبني على الشيء مقتضاه مع استكمال الزخم الثوري وجعله مجلس متابعة ومحاسبة للملفات واحدا تلو الآخر.
محمد اللقيس