وفي تصريح تلفزيوني مساء الخميس قال الحريري أن "الناس نزلت للشارع وجميعنا سمعناهم، ولا يوجد أي حزب لم يسمع، لكن المشكلة اليوم أننا يجب أن نتقدم ويحصل شيء في البلد وأن تكون هناك حكومة".
وتابع قائلا "الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة هو بحكومة أخصائيين وذلك لا يعني أنهم لن يفهوا بالأمور السياسية، بل أن يكون لديهم قرار مستقل ليقوموا بواجبهم في الحكومة".
من جهته أكد الرئيس اللبناني أن رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب سيسعى، استنادا إلى الدستور، إلى تكوين حكومة تكون في مستوى تطلعات اللبنانيين وتحقق مطالبهم وتطمئنهم الى مستقبلهم.
وكان قد تم الخميس تكليف حسان دياب تشكيل حكومة جديدة بعد استشارات نيابية ملزمة أجراها رئيس الجمهورية مع النواب وحاز الرئيس المكلف 69 صوتاً من أصوات النواب، وامتنع خلالها 42 نائباً عن تسمية أحد لتشكيل الحكومة، من بينهم كتلة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري النيابية .
وكشفت مصادر سياسية لبنانية في تصريحات سابقة لـ "العرب" أن حزب الله يقف وراء تكليف حسّان دياب، وهو وزير سابق للتربية، تشكيل حكومة جديدة تخلف الحكومة المستقيلة لسعد الحريري.
وأوضحت المصادر أن الهدف من تكليف حسّان دياب بهذه المهمة الخروج من المأزق المتمثل في المعادلة التي وضعها رئيس الجمهورية ميشال عون.
وتقوم المعادلة، التي أصرّ عون عليها، على عدم تمكين الحريري من تشكيل حكومة لا يكون جبران باسيل رئيس “التيّار الوطني الحر” وصهر عون، عضوا فيها.
واستبعدت المصادر ذاتها تمكن دياب من تشكيل حكومة قريبا إلّا في حال قرار اتخذه حزب الله بالذهاب إلى النهاية في المواجهة مع الشارع السنّي.
فيما نفى دياب في تصريحات عقب تكليفه، أن يكون محسوبا على أحد، أو أن يكون رجل حزب الله.
ولا يعتبر تكليف دياب أمرا مفاجئا، فقد سبق وتحدث الإعلام اللبناني عن اتجاه عدد من الكتل النيابية لتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، حيث يواجه تحديا صعبا يتمثل في فك شفرة أزمة يعيشها البلد منذ أكثر من شهرين.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر احتجاجات للمطالبة بتشكيل حكومة انقاذ من التكنوقراط وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً ومعالجة الأوضاع الاقتصادية واسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.
واستقال رئيس الحكومة سعد الحريري وحكومته في 29 أكتوبر الماضي "تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاماً بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية.
ويؤكد المحتجون على استمرار تحركهم حتى تحقيق المطالب، وتتخوف بعض الأوساط من أن تتواكب التوترات السياسية بتوتر أمني متعدد الأوجه هدفه فرض خيار حزب الله الحكومي عن طريق إرهاب الشارع والبلد.