بلغت الشيعية الحاكمة في كل من إيران و العراق  و"سورية" و لبنان مستويات من العنف بقدر يعيد إنتاج الحسابات السياسية مع التاريخ الذي قهر الرموز الشيعية و جعلهم منفيين من حقهم و إرثهم النبوي في الخلافة بحسب الورم الوهمي لدى جيل الكتابة التاريخية عن الحقوق المهدورة لطائفة الأولياء تحت و طأتي الجهل و السيف الذي سلّته جماعة الصحابة في البدء و من ثمّ أبناء العمومة من الأمويين إلى العباسيين لإستبعاد الهاشميين باعتبارهم الفرع الإلهي في الشجرة النبوية كما تبنت المرجعيات الشيعية و بنت على أساس هذا الإعتقاد مذهب المخالفة .
 
حتى لا نغوص في دماء الماضي لكثرة بحوره نعود إلى الواقع المزري في أمتنا حيث أثبتت الدولة العربية و الإسلامية مساوىء لا حصر لها في تجربة سيئة و هي أسوأ من تجارب الخلافة الإسلامية و قد أوصلت الإنسان العربي المسلم و غير المسلم إلى الحضيض  وهذا ما دفع بالناس إلى الخروج على الحكّام فكان الربيع العربي بداية جماعية لصحوة أمّة فكان ما كان من نتائج لسنا بسسب سردها الآن و لكن لربط الموضوع أشير إلى الطريقة التي تعامل معها أولياء الأمر مع الشعوب المنتفضة بحيث تمّ وصفهم بأبشع الأسماء المعتادة من التخوين إلى التكفير و لكن لم يتم إستخدام السلاح ضدّ الساحات من مصر إلى تونس فاليمن و ليبيا و الآن السودان و الجزائر و لبنان بحيث لم يُستخدم السلاح ضدّ المتظاهرين و ضدّ ساحات إسقاط الأنظمة الفاشلة .
 
هذه علامة فارقة في التاريخ و التجربة العربية- الإسلامية إذ لم تستخدم أدوات القتل الجماعي في هذه البلاد كما كان يفعل الأولون من أهل سيوف القبائل و كما فعلت أنظمة مستبدة في عهود سابقة وهذه نقطة مهمة لا يمكن تجاهلها دون التوقف عندها كونها قد كشفت عن حُسن أنظمة و قُبُح أخرى وهذا ما أكدّ على هبوط مستويات الإستبداد السلطوي في الدولة السنية و إرتفاع منسوبه بأضعاف في الحركات الإسلامية السنية على عكس الدولة الشيعية التي يرتفع بإستمرار منسوب الإستبداد و ممارسة العنف بكل أشكاله و التعاطي مع القتل كحل أوحد للتخلص من ثورات الداخل بحيث أن إيران تأسّست على عنف داخلي من خلال القتل اليومي و الجماعي  لشركاء الإمام الخميني في الثورة من حزب توده إلى مجاهدي خلق إلى أحزاب وطنية أخرى وضمن فنون في الإعدام الذي و ضع أعواد مشانفه الشهير خلخالي ومن ثمّ أكملت تجربتها مع المعارضة التي من سنخها لا من سنخ من يختلف معها في الإسلام و المذهب بواسطة العصي و الرصاص الحي إلى الإعتقالات في صور مسيئة لم يتوفر مثلها في تجربة الربيع العربي .
 
سلك الظامين السوري و العراقي السلوك الإيراني و بصور لا مثيل لها بحيث دمّر النظام السوري بلداً كاملاً و قتل نسبة عالية من الشعب السوري وكانت المجازر المرتكبة أبشع ما سجله التاريخ الأنساني من مجازر بحق البشر و فتح النظام العراقي ناره على المتظاهرين بوحشية مماثلة لوحشية النظام السوري بحيث تمّ اصطياد الناس كطرائد قتل لهواية قديمة لدى الصياد العراقي الذي علمه صدام حسين كيفية القتل .
 
في لبنان وحدهم من يخرجون شاهرين ألسنتهم شيعة شيعة ضدّ متظاهرين شيعة أيضاً بعد أن مارسوا سياسات العصي و الضرب و التهوين و التخوين و التكفير في حين أن حلفاء الثنائي الشيعي من المتضررين أكثر من الحراك اللبناني من السنة و المسيحيين لم يستخدموا القوّة ضدّ أحد من المعترضين و المتظاهرين بحيث تبين أن إستخدام القوّة هو من ديدن من يهتفون شيعة شيعة .
 
هذه الممارسة العنفية للشيعية الحاكمة ضدّ كل من تظن أنّه ليس معها لا ضدّها فحسب ينذر بعواقب و خيمة لأن كل من إستخدم إسلوب السيف مات أو قتل به و هذه تجارب أمم و شعوب على مدار النشأة البشرية و العاقبة للمتقين .