وقال إنه "لو لم يكن هؤلاء المتظاهرون الذين قتلوا أبرياء، لما أمر المرشد الأعلى السلطات "بدفع الدية" لعائلاتهم.
"روحاني أحرق نفسه"
إلى ذلك، أضاف أن الرئيس حسن روحاني وبتنفيذه خطة زيادة سعر البنزين "أحرق نفسه ووجه ضربة قاصمة للقاعدة الاجتماعية للجمهورية الإسلامية".
من جهته، قال النائب، قاسم ميرزائي نكو، إنه "للأسف، كان سفك دماء شباب البلاد بسبب الحماقة"، متسائلا: "ما الذي سينتج عن إراقة دماء المتظاهرين؟".
أما النائب المثير للجدل محمود صادقي، فهاجم في كلمة نارية أمام البرلمان، الثلاثاء، السلطات بقسوة لأنها وصفت المتظاهرين بأنهم "عملاء لدول أجنبية" و"الدعاء بالنصر ضدهم كما لو كانوا أعداء". وطالب الرئيس روحاني بتقديم اعتذار علني للأمة، مضيفاً أن "بعض السلطات تدعي أن هذه الأحداث المريرة كانت فرصة لتحييد خطط الأعداء وقرعوا طبول النصر".
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، قد زعم في 12 ديسمبر/ كانون الأول أن أكثر من 85% ممن قتلوا في محافظة طهران لم يشاركوا في أي احتجاجات، ولم تطلق عليهم الحكومة النار بل أشخاص مجهولون.
لكن النائب محمود صادقي تساءل: "هل يمكن التنصل بسهولة من سفك دماء الأبرياء من خلال الادعاء بأن 85% من القتلى لم يشاركوا في الاحتجاجات وقتلوا بأسلحة نارية غير حكومية؟".
وكان شمخاني قد قام بزيارات لعائلات بعض المحتجين الذين قتلوا في البلدات القريبة من طهران عندما انتهت الاحتجاجات، وقد تم تصوير هذه الزيارات وبثها على التلفزيون الحكومي ووصفها بأنها "غير رسمية وودية".
"المحتجون قتلوا أنفسهم!"
بينما ادعى مسؤولون إيرانيون آخرون، بمن فيهم نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، أن "المحتجين أطلقوا النار على بعضهم البعض"، في حين لا يُظهر أي من مقاطع الفيديو التي تبثها وسائل الإعلام الحكومية أو القنوات التلفزيونية الفضائية الأجنبية أي متظاهرين مسلحين.
أما العميد سالار أبنوش، القيادي في الباسيج، فقد شبّه المواجهة بين المحتجين وقوات الأمن المسلحة بـ "حرب عالمية شاملة" قائلاً إن "إنهاء الاحتجاجات الواسعة كانت معجزة".
وترفض السلطات الإيرانية حتى الآن الإعلان عن أعداد القتلى، وثقت منظمة العفو الدولية العدد بـ 304 قتلى على الأقل، وقالت في بيان الاثنين إن هناك آلاف المعتقلين يتعرضون "للاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة".
هذا في حين تقول مصادر المعارضة إن عدد القتلى يفوق 1500 شخص وتقدر عدد المعتقلين بحوالي 12 ألفاً، فضلاً عن استمرار موجة الاعتقالات في ظل حالة الغليان المستمرة في الشارع الإيراني، والتي تنذر بتجدد الاحتجاجات في أية لحظة.