إيطاليا في ورطة
وأبرزت لاريبوبليكا ردة فعل حكومة الوفاق الوطني الليبية على إعلان حفتر عن تصعيده الجديد بتوقيع السراج على اتفاق مع تركيا رسمت بموجبه الدولتان حدودهما البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة لهما، الأمر الذي رفضته الحكومة الإيطالية والعديد من الحكومات الأوروبية الأخرى بدعوى أن تلك الاتفاقية كانت على حساب ومصالح دول ساحلية أوروبية وإقليمية أخرى مطلة على الحوض الشرقي للمتوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاءات التي يعتزم وزير الخارجية الإيطالي دي مايو عقدها في طرابلس لن تكون سهلة على الإطلاق، ولا سيما أن طرابلس تنشد المساعدة من روما منذ أشهر، وإن لم تكن المساعدة بالسلاح فعلى الأقل بمزيد من الدعم السياسي لحكومة معترف بها من الأمم المتحدة.
ورأت لاريبوبليكا أن رئيس الوزراء الإيطالي كان قد حدد موقفه بوضوح حينما أعلن أن روما تقف على مسافة واحدة من طرابلس وحفتر، أي بين حكومة معترف بها من قبل المجتمع الدولي ورئيس مليشيا أمر بالهجوم على العاصمة طرابلس بينما كان يتفاوض مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا.
ولاحظت الصحيفة أن دي مايو المغروزة قدماه في وحل مشاكل الحوكمة في إيطاليا لم يتحرك بشكل استباقي للمساهمة في حل الأزمة الليبية، حيث كانت المهمة القصيرة الوحيدة له في شمال أفريقيا بالمغرب.
وفي هذا السياق، أوضح أحد المسؤولين الكبار في وزارة الخارجية الإيطالية للصحيفة أن إيطاليا تجد نفسها في ورطة الآن، لأن طرابلس أصبحت تتجاهلها الآن، تماما كما تفعل مع الدول الأوروبية الأخرى.
وختمت الصحيفة بأنه في اللحظة التي كان يبدو فيها السراج على وشك الغرق مع حكومته أرسل له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسلحة والطائرات المسيرة لمقاومة عدوان حفتر، حائزا بذلك على تعاطف القيادة في طرابلس التي كانت قد وصفت عند تأسيسها بأنها "حكومة الإيطاليين".