قانون الأخلاق ...هل هو من القوانين الوضعية التي سنها البشر ؟
إن قانون الأخلاق ليس في الحقيقة من القوانين الوضعية المكتوبة إنما هو حاجة وضرورة نشأت منذ بدأت الخليقة من أجل تهذيب طباع البشر وضبط تصرفاتهم بصرف النظر عن أعراقهم وأجناسهم ودياناتهم .
يحمل الإنسان صفات كثيرة منها الحسنة والسيئة ،لكن الإنخراط في المجتمع يفرض وجهات مختلفة على صعيد قانون الأخلاق ،ولدى كل كائن بشري غريزة ما تطلق بضرورة الدفاع عن النفس أو عن مصالح شخصية ،فالمرء في اعماقه لديه الكثير من الميل الى الخير والصدق والتضحية والتسامح والعطاء والتعاطف ،لكنه يحمل في أغوار نفسه بذات الوقت بعض الغرائز التي تناقض تلك الصفات الحميدة ،فتجعله ينتقل الى مراحل الإنتقام والظلم أو الحقد وغيره ...
قانون الأخلاق له أبواب كثيرة منه الغرور، التكبر، السيطرة،الشتم الخ ...لكن بغض النظرهذه الامور فأن أعلى مرتبات الأخلاق تأتي لدى بعض الأشخاص من ذوي الثروة الكبيرة فيؤدي ذلك الى الغرور والتكبر على الأشخاص الأدنى مستوى منهم .
وقانون الأخلاق ليس بقانون العدالة لكنه قانون يحمل ضبط تصرفات البشر ويكبح أحاسيسهم وتصرفاتهم ،فضبط الأخلاق يؤدي الى التصرف السليم وعدم التعرض الى ارتكاب أشياء فظيعة كما أن التربية الحميدة تلعب دورا رئيسا ولها تأثير كبيرعلى المجتمع فيجعله يتوجه الى السلوك الجيد والتحلي بمكارم الأخلاق .لكن التصرفات السيئة قد تؤدي الى نهاية إنسان أو عدم تركيزه على وضعه الإجتماعي وقد ينبذ من المجتمع ويفقد الأحترام من حوله مما يؤدي بنفسه الى الهاوية ،وبعض الأشخاص ترتكب جرائم وتلاحق قانونيا قد يفلت من العدالة لكنهم لن يفلتوا من الكوابيس وتعذيب الضمير وحكمة الله عليهم .
إننا نعيش اليوم حالة من تدهور الأخلاق لكن لا نستطيع فرض السلوك السوي على البشر فقانون الأخلاق لم يكن كافيا لضبط تصرفاتهم وميولهم كما ذكرنا ،فبعض الأحيان سنّ القوانين الردعية هي الحل الأنسب والأمثل لتحقيق العدالة الإجتماعية وإحقاق الحقوق ومنع فرض إنتشار الفوضى في المجتمعات .