حذرت الرابطة الألمانية لأطباء العيون من أن قصر النظر (حسر البصر) يرفع خطر انفصال الشبكية، وذلك بدءا من - 3 ديوبتر.
وأوضحت أن سبب الخطر يكمن في شكل مقلة العين، حيث تكون المقلة أطول من الطبيعي لدى المصابين بقِصر النظر، مما يجعل الشبكية أكثر نحافة، ومن ثم أكثر عُرضة للضرر مثل ثقوب الشبكية، والتي قد تؤدي إلى انفصال الشبكية في حال عدم علاجها في الوقت المناسب.
وتتمثل العلامات التحذيرية لانفصال الشبكية في تدهور الرؤية كوجود ظلال في مجال الرؤية أو رؤية ومضات ضوئية أو نقاط سوداء.
وتستلزم ملاحظة هذه الأعراض استشارة الطبيب على وجه السرعة للخضوع للعلاج في الوقت المناسب مثل العلاج بالليزر.
وفي قصر البصر تكون الأشياء القريبة واضحة، أما البعيدة فتكون مشوشة، حيث تركز العين الصورة أمام الشبكية، وليس عليها، وتكون كرة العين طويلة.
وفي تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الألمانية، قال البروفيسور فرانك هولتس مدير مستشفى العيون الجامعي بمدينة بون إن الضوء يصل إلى داخل العين عن طريق الحدقة، وتنعكس الصورة المرئية على الجدار الخلفي للعين، مثلما يحدث تماماً داخل كاميرات التصوير الكلاسيكية. وبينما يستقبل الفيلم الفوتوغرافي داخل الكاميرا الضوء الساقط عليه، تقوم الشبكية بهذا الدور داخل العين.
وأوضح هولتس أن الشبكية لا تلتصق بالعين بشكل ثابت، إنما بالجدار الخلفي لها من خلال مادة مشابهة للاصقة "الفيلكرو" مشيراً إلى أن الجسم الزجاجي عبارة عن مادة جيلاتينية شفافة يُسهم في جعل الشبكية ملتصقة بالجدار الخلفي للعين، مما يُساعد على إمدادها بالعناصر الغذائية المهمة عن طريق طبقات الجلد الموجودة أسفلها.
ولكن عند الإصابة بانفصال الشبكية، لا يصل هذا الإمداد إلى الخلايا البصرية الموجودة فيها، مما قد يؤدي إلى موتها في أسوأ الأحوال.
مرض السكري
وأوضح د. جورج إيكرت المتحدث باسم الرابطة الألمانية بمدينة دوسلدورف أن الإصابة بانفصال الشبكية يُمكن أن يرجع إلى العديد من الأسباب، من بينها مثلاً الإصابة بضعف خلقي بسيط في العين.
كما أن الأشخاص المصابين بقصر نظر أكثر عرضة للإصابة بانفصال الشبكية، وتتسم الشبكية لدى هؤلاء الأشخاص بأنها أكثر رقة من الآخرين، مما يسهل إصابتها.
وإلى جانب قصر النظر، أضاف الطبيب الألماني أن الإصابة بالسكري تندرج ضمن عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بانفصال الشبكية، حيث يتسبب هذا المرض في تغيير بناء الجسم الزجاجي بالعين، وهو ما يُمكن لطبيب العيون التحقق منه من خلال النظر إلى عين المريض.
الأعراض
وعن أعراض انفصال الشبكية، قال هولتس إن أول الأعراض المميزة لانفصال الشبكية يتمثل في رؤية ومضات ضوئية وبقع سوداء متحركة في عين واحدة، ويشعر المريض كما لو كان هناك ستار ينسدل أمام الصورة أو يرتفع جدار أمامها.
فقدان البصر
ومن جانبه أكد إيكرت أنه إذا تم اكتشاف الأضرار الطارئة على العين نتيجة الإصابة بانفصال الشبكية بشكل سريع -من خلال استشارة الطبيب بمجرد ظهور المؤشرات الأولى لها- فسيزول حينئذٍ خطر فقدان البصر، ويُمكن علاج الانفصال البسيط في الشبكية من خلال أشعة الليزر.
وأردف أن العلاج بالليزر عند الإصابة بثقوب -وتشققات صغيرة لم تتطور بعد إلى انفصال كامل بالشبكية- لا يستلزم بقاء المريض داخل المستشفى. أما إذا حدث انفصال كامل لشبكية العين، فسيلزم حينئذٍ إجراء جراحة، يتم خلالها إعادة الشبكية إلى موضعها الأصلي، كي يتم إمداد الخلايا البصرية بالعناصر اللازمة لها، ويستعيد المريض قدرته على الإبصار.
وأشار البروفيسور فيديمان إلى أن الطبيب هو الذي يُمكنه تحديد مدى السرعة اللازمة لتلقي العلاج، موضحاً أن الطبيب يُحدد ذلك بناءً على ما إذا كان موضع الإبصار الأكثر حدة قد أصيب أم لا، فإذا كان المريض يشعر بأنه على ما يرام عندما يستيقظ في الصباح ولكن تسوء حالته على مدار اليوم، فيُعد ذلك حينئذٍ أمراً طارئاً يستلزم التدخل العلاجي فورا.
ويشددّ على أهمية الراحة التامة في مثل هذه الحالات، لافتاً إلى أن الحركة يُمكن أن تؤدي إلى حدوث تشققات أخرى لشبكية العين. لذا ربما يُوصي الطبيب المعالج بالنوم في وضعية معيّنة لا يتعرض خلالها الجزء المصاب من العين للحركة إلا في أضيق الحدود.