أغلقت الأجهزة الأمنية ومسلحون يتبعون للعشائر العراقية، الإثنين، أبواب مدينة كربلاء (جنوب)، أمام الوافدين من بقية محافظات البلاد، لمنع دخول محتجين إلى المدينة يعتزمون المشاركة بتظاهرات من المقرر أن تنطلق باتجاه العاصمة بغداد، غدا الثلاثاء، بحسب مصدر أمني.
ودعا ناشطون عراقيون إلى "مظاهرة مليونية" في وسط بغداد، غدا الثلاثاء، تبدأ بتجمع المحتجين من جميع المحافظات في مدينة كربلاء، وبعدها يتم الانطلاق للعاصمة بغداد، سيرا على الأقدام وصولا إلى مكان المظاهرات في ساحة "التحرير".
وقال المصدر الأمني للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن "القوات الأمنية ومسلحو العشائر، أغلقوا أبواب مدينة الكربلاء بالكامل أمام الوافدين من بقية المحافظات".
وأضاف أن "دخول المدينة سيكون مسموحاً لساكنيها فقط حتى الأربعاء القادم".
وأوضح أن هذا الإجراء جاء لمنع دخول متظاهري المحافظات الأخرى ولمنع تجمعهم في المدينة.
وذكر المصدر نفسه، أن القرار جاء بعد توتر الأجواء في المدينة إثر حادث الاغتيال الذي تعرض له ناشط وسط كربلاء.
ومساء الأحد، اغتيل ناشط في الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة والطبقة السياسية الحاكمة، بينما نجا ناشطان آخران من محاولتي اغتيال في مدينتي كربلاء والعمارة، جنوبي البلاد.
ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سقط 485 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائية أعدتها الأناضول استناداً إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.
ورغم استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وهي مطلب رئيسي للمحتجين، إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.