وللتحقيق، قام العلماء بجمع بيانات حول مجموعة من أمراض السرطان، مثل الثدي والمبيض والرئة والقولون والمستقيم والبروستات، وأتيحت لهم كذلك حرية الوصول إلى البيانات المتعلقة بحالات السرطان، والمناخ، والديموغرافيا، وذلك على مستوى المقاطعات.
وبسبب الحجم الكبير لمجموعات البيانات، اختار الباحثون تحليل البيانات المتعلقة بـ15 ولاية بشكل عشوائي، هي أريزونا وأركنساس وكاليفورنيا وكونيتيكت وجورجيا وأيوا وماساتشوستس ونيويورك ونيوجيرسي وأوكلاهوما وساوث كارولينا وتكساس ويوتاه وواشنطن وويسكونسن.
علاقات كبيرة
وقام الباحثون بتحييد عوامل العمر والجنس والعرق ومستوى الدخل ومتوسط عمر السكان والتنوع، التي من شأنها أن تؤثر على معدلات الإصابة بالسرطان لدى السكان، وبعد ذلك تمكنوا من تحديد علاقة قوية.
وأشارت النتائج إلى أنه بشكل عام، كانت معدلات الإصابة بالسرطان أعلى في المناطق شديدة البرودة مقارنة بالمناخ الحار والجاف، مع وجود بعض الاستثناءات، فسرطان الرئة، على سبيل المثال، كان أكثر انتشارا في المناطق الجافة والحارة.
وشدد الباحثون على أن بعض أنواع السرطان قد لا تتبع هذه الأنماط، كما هو الحال مع سرطان الرئة، وفق ما نقل موقع "ميديكال نيوز توداي".
كيف تؤثر الأمطار على السرطان؟
ووضع الباحثون نظريات للمساعدة في فهم وربط هذه النتائج، فعلى الساحل الشرقي، على سبيل المثال، تتفاعل الأمطار مع العناصر القلوية، مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم في التربة، ما يجعلها أكثر حمضية، ومع الطقس البارد، تكون بكتيريا أكسيد الأمونيا أكثر شيوعا.
وتعمل هذه البكتيريا على تحويل الأمونيا إلى نيترات، وفي الظروف الأكثر حمضية، قد تتحول النيترات إلى حمض النيتروز، الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي، وهو الذي تعتبره السلطات الصحية مادة مسرطنة.
ومع ذلك، إذا كان هذا هو الحال، فقد يتوقع المرء أن العوامل المسببة للسرطان المحمولة جوا سوف تؤثر على انتشار سرطان الرئة، غير أن الباحثين وجدوا أن العكس هو الصحيح.
هناك دافع آخر محتمل للعلاقة بين زيادة هطول الأمطار وانتشار السرطان، وهو "فيتامين دال"، الذي ينتجه الجلد استجابة لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
وقد اقترح بعض الباحثين أن النقص في هذا الفيتامين قد يكون أحد عوامل الخطر لبعض أنواع السرطان في المناطق الماطرة، حيث تقل مستويات أشعة الشمس.
وفي نهاية الدراسة، شدد الفريق البحثي في النهاية على حاجتهم لمزيد من الأبحاث قبل أن يتمكنوا من تحديد ما إذا كان هذا التأثير حقيقي أم لا.