دعا رئيس الرابطة المارونية المحامي نعمة الله أبي نصر الى صياغة رؤية جديدة للبنان، وقال: ″إن الموارنة بقيادتهم الكنسية والسياسية مدعوون الى المساهمة، لا بل أخذ المبادرة في هذا العمل من أجل توحيد الموقف إنطلاقاً من الثوابت الوطنية، وتحديد نظرتنا الى لبنان، ونظامه السياسي بشكل واضح، وهذا لا يتمّ إلا بالحوار والنقاش البنّاء، بالاستناد الى الاعتراف بالحق في الاختلاف بالرأي السياسي، واحترام هذا الحق ونبذ العنف والأحقاد ووقف حملات التشهير والاستفزاز بين كل الأحزاب″.
كلام أبي نصر جاء خلال الجمعية العمومية العادية للرابطة المارونية التي التأمت برئاسته في مقر الرابطة قاعة ريمون روفايل وحضور عدد كبير من أعضائها. تقدمهم سيادة المطران بولس مطر، رئيس الرابطة السابق الدكتور جوزف طربيه.
بعد النشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية، وقف الحاضرون دقيقة صمت وفاءً لأرواح الراحلين من أعضاء الرابطة المارونية. وبعدها عرض أبي نصر الوضع الماروني منذ الاستقلال حتى الطائف، ومن الطائف حتى أيامنا هذه، وعدّد المحطات المفصليّة التي مرّت بها، والواقع المسيحي المأزوم، خصوصاً في المرحلة الراهنة.
توجه أبي نصرللمشاركين ″أن الرابطة تعاهدكم العمل على وضع رؤية مسيحية – مارونية مشتركة ذات بعد وطني بين مختلف القيادات برعاية بكركي وتوجيهاتها بالتنسيق مع سائر المرجعيات الروحية والسياسية لتحقيق هذه الغاية″.
واعتبر أبي نصر أن للحراك الثوري تاثيراً مباشراً في إيقاظ المسؤولين، ودعا الى إصلاحات جذرية تساعد المواطنين على استعادة الثقة بدولتهم. وحثّ على تشكيل حكومة جديدة نزيهة تلبي المطالب المحقة للثورة.
ووصف رئيس الرابطة المارونية الواقع القائم بأنه لا يوحي بالطمأنينة وقال: ″ترتسم في مخيلتي صورة حروب الأخوة، التي أضعفت موقع المسيحيين في الدولة، وأدّت بهم الى الطائف، وإذا لم تتوقف اللعبة فوراً ، ويعود الجميع الى رشدهم، ربما قد تذهب الأمور الى ما هو أخطر من الطائف وأكثر″.